لقد سمعنا كثير من الآباء وهم ينصحون أبناءهم لتجنب تناول المشروبات الغازية بكثرة خوفاً من أن تصيبهم هشاشة العظام في الكبر؛ ولكن القليل من يعرف عن هشاشة العظام وهل حقاً من تصيبه لن يستطيع التحرك بشكل سليم؟ وهل المشروبات الغازية تسبب هشاشة العظام؟ سوف نتعرف في هذا المقال أكثر عن هشاشة العظام أسبابها وعلاجها و نبذات مختصرة عن هذا الموضوع.
هشاشة العظام (Osteoporosis) هو مرض عظمي وفيه يفقد الجسم الكثير من العظام أو ينتج القليل من العظام أو الحالتان معاً، ونظراً لأن العظام أنسجة حية مسؤولة عن الحركة وحماية الأعضاء يتم استبدالها باستمرار وعند عدم مواكبة الإنتاج الفقد تحدث الهشاشة حيث أن التكوين السليم للعظام يحتوي على فراغات صغيرة تجعل العظام تبدو كخلية النحل ولكن في تلك الحالة تصبح الفراغات كبيرة مما يؤدي إلى تقليل كثافة العظام.
ونتيجة لذلك تصبح العظام ضعيفة جداً وقابلة للكسر سواء في حالات السقوط أو الإصابات وقد يصل الأمر في الحالات المتأخرة من المرض للكسور عند العطس أو السعال.
وتحدث الكسور عادة في عظم الفخذ أو المعصم أو في فقرات العمود الفقري ويمكن أن تحدث في أماكن أخرى مثل عظم الحوض والذراعين وكذلك يمكن أن تحدث بضلع مع العطس أو السعال.
محتويات المقال
ما هي أسباب الإصابة بهشاشة العظام؟
هناك عدة أسباب تؤدي إلى تكون عظام هشة من بينها أسباب يمكن تجنبها وأسباب أخرى لا يمكن تجنبها
وأساس الإصابة كما ذكرنا سابقاً هو عدم مواكبة إنتاج العظام الجديدة للفاقد منها حيث أن في مراحل النمو المبكرة يكون الإنتاج سريع حيث تزيد الكتلة العظمية للجسم وبسن العشرين تصبح عملية الإنتاج أقل سرعة وتصل أقصى كثافة عظمية لديك بسن الثلاثين وتبدأ بعد ذلك مرحلة أن الفقد أسرع من الإنتاج.
ويعتمد تكون عظام هشة لديك على الكثافة العظمية التي كونتها في مرحلة الشباب كلما كانت أكبر كلما أصبت بهشاشة العظام في سن أكبر.
ما هي أشهر العوامل المسببة لهشاشة العظام؟
تتعدد العوامل المسببة للهشاشة لتشمل:
- النوع حيث أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من الرجال.
- إذا كنت من العرق القوقازي أو الأسيوي هذا يجعلك أكثر عرضة.
- أصحاب البنية الجسدية الصغيرة من الرجال أو النساء يكونوا أكثر عرضة.
- إذا كان لديك تاريخ عائلي من الإصابة فإنه يزيد من عوامل الخطر أيضاً.
- انخفاض مستوى هرمون الأستروجين المصاحب لانقطاع الطمث أو مع العلاج من سرطان الثدي وهذا من أهم عوامل الإصابة به في النساء.
- انخفاض مستوى التستوستيرون في الرجال مع قصور الغدد التناسلية أو التقدم بالعمر أو العلاج من سرطان البروستات.
- فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) وهو زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية أو أخذ الهرمون في شكل دواء.
- فرط نشاط الغدد الجار درقية (Hyperparathyroidism) ويتسبب هذا الهرمون في إزالة الكالسيوم من العظام مما يتسبب في إصابتك بالمرض.
- التدخين.
- تناول الكحوليات بكثرة.
- عدم ممارسة الرياضة.
- الأنظمة الغذائية منخفضة الكالسيوم.
- سوء التغذية.
- سوء امتصاص العناصر الغذائية المصاحبة لأمراض الأمعاء.
- الالتهابات المزمنة المصاحبة لالتهاب المفاصل الروماتويدي أو أمراض الكبد.
- عدم القدرة على الحركة المصاحب للسكتة الدماغية أو أي أمراض أخرى تمنع الحركة.
- نقص فيتامين د حيث أن الجسم لا يستطيع امتصاص الكالسيوم.
- استخدام بعض الأدوية لفترة طويلة مثل: الهيبارين (مضاد للتجلط) أو الفينيوتين و الفينوباربيتال (مضاد للنوبات) أو الكورتيكوستيرويدات الفموية مثل البريدنيزون.
- بعض الإضطرابات الوراثية في النسيج الضام.
ما هي أعراض هشاشة العظام الشائعة؟
أعراض هشاشة العظام غير ملحوظة في بداية المرض ولكن مع مرور الوقت قد تظهر بعض الأعراض وخاصة بعد حدوث كسر مثل:
- ألام بالظهر مصاحب للكسور بالفقرات.
- حدوث كسور العظام بسهولة.
- انحناءات العمود الفقري.
- نقص طول القامة بمرور الوقت.
كيف يتم تشخيص الإصابة بمرض هشاشة العظام؟
يعتمد الأطباء في التشخيص على التاريخ المرضي للعائلة وفي حالة الاشتباه في الإصابة بهذا المرض يطلب الأطباء فحص كثافة المعادن في العظام (BMD)؛ ويتم الفحص بواسطة جهاز (DEXA) وهو نوع من أجهزة الأشعة السينية ( X-ray).
ويمكن توضيح حالة العظام وقابليتها للكسر وكذلك استجابة الشخص للعلاج.
والنتيجة من الفحص تقاس على (T score) وهي تعني مقارنة الكتلة العظمية للشخص المصاب مع أقصى كتلة عظمية لشخص أصغر سناً. إذا كانت النتيجة:
- (-1.0) أو أكثر هذا يعني حالة عظام جيدة.
- من (1.1-) إلى (2.4 -) وهذا يعني فقد بسيط بالعظام.
- (-2.5) أو أقل يشير إلى هشاشة بالعظام.
هل يمكن علاج هشاشة العظام؟
علاج هشاشة العظام يعتمد على علاج الكسور ومنع حدوثها من خلال تقوية العظام، وفي اختيار العلاج نضع السن والنوع والإصابات السابقة وقابليتها للكسر في عين الاعتبار.
وهناك بعض الأدوية والعلاجات الطبية المستخدمة في علاج هشاشة العظام ومن هذه الأدوية ما يلي:
- دواء البايفوسفونيت (Bisphosphonates): ويقلل من معدل فقد العظام بالجسم وهذا يحافظ على كثافته ويقلل خطر الكسر وهناك عدد منها مثل حمض الأليندرونيك وحمض الإيباندرونيك وحمض ريزدرونيك وحمض الزوليدرونيك وتؤخذ في شكل أقراص أو حقن.
- مُعدِّلات مستقبلات هرمون الاستروجين الانتقائية (SERMs): ولديها فاعلية هرمون الاستروجين بالجسم وتحافظ على كثافة العظام وتقلل من الكسور وخاصة في العمود الفقري ومنها عقار رالوكسيفين (Raloxifene) وهو المتاح فقط لعلاج هشاشة العظام ويؤخذ في شكل أقراص.
- هرمونات الغدة الجار درقية: وتعمل على تحفيز الخلايا التي تكون العظام الجديدة وتتواجد في شكل حقن.
- المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د.
- التيستوستيرون: وتكون مفيدة في حالة الرجال نتيجة نقص الهرمونات الجنسية.
ما هي المضاعفات المصاحبة للمرض؟
المضاعفات عادة ما تكون كسور متكررة نتيجة الضعف الشديد للعظام ومع التقدم بالعمر يحتاج التعافي مدة أطول كما أن الكسور تكون مصحوبة بألم شديد.
وعادة ما يقل طول القامة نتيجة انهيار الفقرات وقد يؤدي إلى حداب مما يؤثر على التنفس.
وفي حالة كسر عظم الفخذ يحتاج التعافي لفترة طويلة وقد لا يحدث تعافي كامل مما يسبب عدم القدرة على مواصلة الحياة باستقلالية.
هل يمكن الوقاية من هذا المرض؟
يمكن الوقاية من مرض هشاشة العظام من خلال اجراء بعض الخطوات البسيطة التي تتضمن:
- اتباع نظام غذائي صحي ومتنوع.
- تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم التي تساهم في بناء العظام وزيادة كثافتها.
- الحصول على كمية كافية من فيتامين د من المكملات الغذائية أو الشمس حيث أنه يساعد على امتصاص الكالسيوم بالعظام.
- التقليل من تناول الكحول.
- التوقف عن التدخين.
- الحد من تناول الكافيين.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
وللإجابة عن السؤال المطروح بأول المقال هل المشروبات الغازية تسبب هشاشة العظام؟
فالإجابة هي: نعم
وذلك لاحتوائها على الكافيين الذي يؤثر على امتصاص الكالسيوم بالعظام
كما أن تناول الكثير من المشروبات الغازية يمنعك من تناول المشروبات المفيدة مثل الحليب ومنتجات الألبان لذا يجب التقليل من تناولها في الصغر لتجنب هشاشة العظام في الكبر.