يعتمد بناء العلاقات القوية والصحية بين الناس على الثقة التامة، إذ يقوم كلا الطرفين بالإيمان بقدرة الآخر ومدى صدقه معه.كذلك العلاقة بين الأبناء والآباء تحتاج إلى الثقة والدعم الكامل. وقد يستغرق بناء الثقة وقتًا طويلاً، إذ يعمل كلا الطرفين جاهدًا للحفاظ عليها. ويأتي السؤال هنا كيف نبني الثقة بين الأبناء والآباء؟ وما أهميتها وهل هناك أسباب لفقدانها؟ تابع هذا المقال.
محتويات المقال
أهمية الثقة بين الأبناء والآباء
كثيرًا ما نسمع عن فشل بعض العلاقات الأسرية وتنشئة أبناء ذو شخصيات عنيفة والأخرى ضعيفة. ويرجع ذلك إلى العنف الأسري وفقدان الثقة بين الأبناء والآباء.
عند معرفة الأبناء ثقة والديهم بقدراتهم العقلية والبدنية كفيل ذلك أن يعمق إحساسهم بالأمان. ويزيد ثقتهم بأنفسهم في تجربة أشياء جديدة دون خوف. بالاضافة إلى الرجوع إليهم في حالة صدور خطأ منهم والاعتراف به دون كذب أو خوف.
أحيانًا يحتاج الآباء إلى بعض الدعم من أبنائهم في بعض مشكلات الحياة التي يواجهونها. ولا يحدث ذلك إلا بوجود علاقة وطيدة مبنية على الثقة التامة، إذ يساعد ذلك على خلق محادثات صريحة بينهم.
أسباب فقدان الثقة بين الآباء والأبناء
يصدر الكثير من التصرفات من بعض الآباء مع أبنائهم التي تؤدي إلى فقدان الثقة تمامًا، فقبل أن تعرف كيف نبني الثقة بين الأبناء والآباء يجب عليك معرفة ما الأسباب التي أدت إلى فقدانها إليك بعضًا منها:
التهديد والعنف الأسري
يعد التعنيف والضرب الأسري من أخطر الوسائل في تربية الأبناء. إذ ينجم عنه أضرار نفسية للطفل تصل لحد الاكتئاب ليس فقط فقدان الثقة في والديه.
أيضًا يتبع الكثير من الآباء أسلوب التهديد بالعقاب الجسدي مثلًا في التربية. ولكن قد يعكس ذلك على شخصيتهم بالسلب، وتربية جيل ضعيف الشخصية وعنيف إلى حد ما بالإضافة إلى فقدان الثقة في كل من حوله.
إحراج الإبن وإفشاء أسراره
يلجأ بعض الأبناء إلى التحدث مع آبائهم عن بعض الأسرار التي تخصهم. ولكن سرعان ما يقوم الأب بإحراج ابنه وإفشاء سره في أحد التجمعات العائلية كنوع من أنواع الدعابة. فقد ينجم عن ذلك فقدان ثقة ابنك بك، ولن يلجأ إليك مرة أخرى للتحدث معك والأخذ برأيك في بعض الأمور الحياتية.
الوعود الكاذبة
الوعود الغير واقعية قادرة على إضعاف الثقة بين الأب وابنه، فاحرص دائما على تنفيذ وعدك معهم.
كيف نبني الثقة بين الأبناء والآباء؟
هناك العديد من الطرق والنصائح للآباء تساعدهم في بناء الثقة مع أبنائهم، إليك أهمها:
اقرأ أيضاً: الخجل الإجتماعي وكيفية التغلب عليه.
1.المناقشة وطرح أسئلة مفتوحة
إن مناقشة الأبناء في بعض الأمور ومشاركتهم فيها، والاهتمام بما يقولون من أهم الطرق لبناء الثقة، وأيضًا طرح بعض الأسئلة المفتوحة أثناء المناقشة يساعدهم في التفكير، والإبداع وإضافة بعض الأفكار.
2. مشاركة المشاعر السلبية والإيجابية معهم
ضرورة بدأ الأباء في مشاركة أبنائهم مشاعرهم الحزينة أو حتى المفرحة، وثقتهم بأنهم قادرين على إيجاد حلول معهم، إذ يساعد على تشجيع الأبناء بعد ذلك بمشاركة أحزانهم ومشاعرهم وأخطائهم دون خوف أو تردد.
3. الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه
يستثقل بعض الآباء في الاعتذار عن خطأ تم ارتكابه في حق أبنائهم بحجة فارق السن، وأن الآباء لديهم احترامهم في كل الأحوال، مع أنه الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه لا يقلل من شأنهم.
يلجأ بعض الآباء بمحاكاة بعض القصص القديمة لهم، وأنهم عندما كانوا في عمر الصغر ارتكبوا بعض الأخطاء، وكانوا لا يترددون في اللجوء إلى والديهم.
تلك المحادثات تساعد على تشجيعهم بالاعتراف بالخطأ دون كذب أو خوف، ويخلق في ذهنهم أفكار بأنه من الطبيعي عند صدور خطأ من الابن يجب عليه اللجوء إلى والديه.
4. امنح ابنك فرصةً ليكون مستقلاً
إعطاء بعض الفرص للأبناء ليكونوا مستقلين بذاتهم، والإيمان بقدراتهم على التواصل مع الآخرين، والذهاب إلى بعض الأماكن دون آبائهم من أفضل الطرق لزيادة ثقتهم بنفسهم و بآبائهم.
5. كن معهم في السراء والضراء
يبالغ بعض الآباء في ردة فعلهم وغضبهم عند حدوث خطأ ما. فقد ينجم عنه فقدان ثقة أبنائهم بهم، ولكن كن في فريقهم دائما في السراء والضراء.
التساهل مع الأبناء والوقوف في صفهم دائما لا يعني عدم وجود عواقب على القرارات السيئة والأخطاء، ولكن دائما ما نسعى في إيجاد طرق أخرى لحل تلك الأخطاء غير الغضب والتذمر للمحافظة على علاقة الثقة بينهم.
6. البحث عن بعض الأنشطة والاهتمامات التي يمكن مشاركتها معهم
كثيرًا ما يرغب بعض الآباء في تحويل علاقتهم بأبنائهم إلى علاقة صداقة قوية، ويمكن تنفيذ ذلك بمشاركتهم بعض الأنشطة الرياضية مثل كرة القدم، و السباحة، و ركوب الخيل.
لذا تحضير قائمة بجميع اهتمامات أبنائك ومشاركتها معه يساعدك بالفوز بعلاقة صداقة وطيدة إلى الأبد.
7. إعطاء جزء من وقتك لأبنائك
إعطاء الآباء جزء من وقتهم لمشاركة أبنائهم في بعض الأنشطة يساعد في بناء علاقة سليمة قائمة على المحبة والثقة ومن أهمها:
- حضور بطولاتهم في الأنشطة الرياضية وتشجيعهم.
- مساعدتهم في إنجاز واجباتهم المدرسية.
- مشاهدة التلفاز وقضاء بعض الوقت الترفيهي معهم.
- حضور حفل تكريمهم بجائزة التفوق في المدرسة.
وأخيرًا أتمنى أن تكون قد وصلتك إجابة مقنعة عن كيف نبني الثقة بين الأبناء والآباء؟
إن بناء الثقة قد يستغرق وقتًا طويلاً، ولكن الحرص على تحقيقها يضمن لك الفوز بعلاقة أسرية مستقرة وسليمة.