اقترب قدوم شهر رمضان المبارك، وقد بلغ صغيري عامه السابع، وأريد أن يمن الله عليه بأداء فريضة الصيام، فهل يجوز إجبار طفلي على الصيام؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهان الأمهات حول حكم اجبار الطفل على الصيام، وفي أي سن يصوم؟، ومتى يسمح له بالصوم؟، ومتى يمنع؟ سوف نجيب عن كل هذه الأسئلة من خلال مجموعة من الفتاوي الدينية، وكذلك من الناحية الصحية للطفل.
محتويات المقال
أولاً: على من يجب الصيام؟
الصوم عبادة ربانية عظيمة يتعلم منها الإنسان الكثير من خصال الخير مثل: الصبر، ومراقبة الله في السر والعلن. ولقد أجمع المسلمون على أن الصيام فرض، وركن من أركان الإسلام فمن أنكر فرضيته فقد كفر، ومن تهاون في أدائه مع الإقرار به فهو آثم.
يجب الصيام على كل مسلم يتسم بالآتي:
- بالغ.
- عاقل.
- قادر.
- مقيم.
- خالٍ من الموانع.
لذا فإنه لا يجب صيام الصغير غير البالغ لحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال:” رفع القلم عن ثلاثة: “عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم”.
ما حكم اجبار الطفل على الصيام؟
يحرم إجبار الطفل الذي لم يبلغ الحلم على الصيام، ولكن عليه أن يأمره بالصوم متى بلغ السابعة من عمره، حتى يعتاد عليه، ويسهل عليه إذا بلغ، وقد ذكر أهل العلم أنه يُضرب على تركه لعشر كالصلاة.
قال الشيخ بن صالح العثيمين: إن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يصومون صغارهم، حتى إن الواحد منهم يبكي فيعطيه لعبة يتلهى بها حتى تغرب الشمس.
مخاطر اجبار الطفل على الصيام
إن اجبار الطفل دون العاشرة على الصيام قد يعرضه إلى بعض المخاطر مثل:
- مخاطر صحية: فقد يعرضه إلى الإجهاد والإغماء وخاصة في أيام الصيف شديدة الحرارة، وقد يحدث انخفاض في مستويات السكر.
- المخاطر السلوكية والمعنوية: فقد يؤدى إلى إفطارهم سرًا فيتعلم الطفل عدم الأمانة كما أنه يسأم من الصيام.
لذا لابد على الوالدين تعليم الطفل الصوم عن طريق التحبيب والترغيب لا بالقوة والترهيب.
متى يجب أن يصوم الطفل؟
يجب أن يصوم الطفل متى بلغ وتختلف علامات البلوغ بين الصبيان والفتيات، ويحدث البلوغ في الذكور بواحد من ثلاثة، أما في الإناث فتزيد عليها رابعة وهم:
- يتم الطفل خمسة عشر عاماً قمرياً.
- إنبات شعر العانة (الشعر الخشن عند القُبُل).
- نزول المني بلذة سواء كان احتلام أو يقظة.
- إذا حاضت المرأة.
لذا فإن البلوغ يحصل بإحدى الأمور السابقة، ولا يشترط أن تحدث جميعًا فقد تحيض الفتاة في سن مبكر مثلًا في سن العاشرة فتكون قد بلغت، ويجب عليها الصوم ولا يوجد تهاون في أمرها.
شروط صحة صيام الصبي المميز الذي لم يبلغ
يقول الشيخ ابن جبرين: يشرع للأبوين تعويد أولادهم على الصيام لو أطاقوه ولو كانوا دون العاشرة، ويشترط عليه الآتي حتى وإن لم تكن واجبة عليه:
- ينوي من الليل.
- ترك كل ما يفسد الصوم كالطعام وغيره من المفطرات.
وله ولوالديه الأجر إن أتم صيام يومه كاملاً، وليس عليه وزر إذا تركه، ويستحب أن يبدأ بالصيام التدريجي عند بلوغه السابعة من عمره.
قال رسول الله ﷺ:” كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”.
متى يسمح للطفل بالصوم؟ ومتى يمنع؟
إن ديننا العظيم دين يسر، وعدم فرضية الصوم على الأطفال لابد أنها لحكمة عظيمة رحمة بهم وحفاظًا على صحتهم الجسدية والعقلية. فيسمح للطفل بالصوم إذا بلغ السابعة من عمره، وذلك بعد استشارة الطبيب للاطمئنان على مستويات الحديد، وفيتامين د، والتأكد من قدرة الجسم على الصوم.
يمنع الطفل _غير البالغ_ من الصيام لإحدى الأسباب التالية:
- إذا كان الطفل دون السابعة للحفاظ على صحته الجسدية.
- يعاني الطفل من الأنيميا.
- فقدان الشهية ونقص بالوزن.
- الطفل المريض بالسكري.
- أمراض الكلى وغيرها من الأمراض.
- عدم التركيز في الدراسة نتيجة عدم شرب الماء.
- إذا أحس الطفل بالصداع أو مغص وآلام بالمعدة في أثناء الصوم أفطر في ذلك اليوم.
فقاعدتنا الشرعية “لا ضرر ولا ضرار”.
وأخيراً: كيف تساعدين طفلك على الصيام؟
هناك مجموعة من النصائح التي تعين طفلك على الصوم، مع ضمان صيام صحي وآمن، وتحببهم فيه مثل:
- إذا كان طفلك سوف يصوم لأول مرة لابد من تحضيره قبل بداية شهر رمضان من خلال تخفيف كمية وعدد الوجبات مع تقليل الملح والسكر.
- الصيام التدريجي عن طريق صوم ساعات معينة خلال النهار. والتي تزداد تدريجيًّا حسب قدرة الطفل البدنية والصحية. فيحدث توازن في التغيرات الفسيولوجية التي تحدث داخل الجسم في أثناء الصوم.
- منح الطفل قرار الإفطار إن شعر بالتعب يشجعهم على خوض التجربة، وألا نشعرهم أنهم مقصرون إذا أفطروا.
- تشجيعهم ومكافئتهم، فلا مانع من إعطائهم بعض الهدايا والحلوى التي ترغبهم في الصوم، وتحببهم في صيام الشهر الفضيل.
- لا مانع من اختيارهم للأكلات المفضلة لهم بشرط أن تكون صحية.
- الاهتمام بالأكل الصحي للطفل أثناء في أثناء الإفطار. وأن يبدأ فطوره بالتمر لإمداده بالطاقة، والإكثار من الحساء، والخضروات الملونة وأيضاً الكربوهيدرات المعقدة التي تمده بالطاقة أثناء أثناء النهار.
- شرب الماء من الإفطار للسحور؛ للحفاظ على رطوبة الجسم طوال اليوم.
- الاهتمام بوجبة السحور، وأن تكون غنية بالألبان خالية الدسم والحبوب الكاملة كالفول.
- لا ينصح أن يقوم الطفل بأي مجهود شاق في أثناء الصيام مع متابعة حالته الصحية، وعدم التعرض للشمس.
- نُشغلهم ببعض الألعاب التي يحبونها.
- تغيير سلوكهم بالتقليل من الألعاب الإلكترونية وتشجيعهم على قراءة الكتب الدينية. وقراءة وحفظ القرآن الكريم، وعلى الآباء أن يُذكروهم دائمًا بأهمية الصيام، ولماذا يصوم المسلمون؟ وتعظيم الشعائر الرمضانية.
- اصطحابهم لزيارة الأقارب، وأصحابهم الصغار، وتذكيرهم بصلة الرحم.