الأمراضطب وصحة
أخر الأخبار

هل الجلطة الدماغية مميتة؟ متى يموت مريض الجلطة الدماغية؟

هناك الكثير من التساؤلات تدور في خواطرنا عند سماع أن شخص أصيب بجلطة دماغية. هل سوف ينجو ويبقى حيًا؟ هل سوف يتكلم مره أخرى بشكل طبيعي؟ سوف نطرح عدد من الأسئلة المتكررة وسوف نجيب عنها اليوم. 

هل الجلطة الدماغية مميتة؟ متى يموت مريض الجلطة الدماغية؟ 

إن السكتات الدماغية هي سبب رئيسي للوفاة، إلا أن السكتات الدماغية ليست كلها قاتلة. وتعتمد إصابتك بالسكتة الدماغية على موقع الإصابة بالمخ وشدتها ومدى سرعة تلقيك للعلاج. حيث يتطلب الدماغ إمدادات مستمرة من الدَّم والأكسجين، عندما يحدث انقطاع في تدفق الدَّم تبدأ خلايا المخ في الموت في غضون دقائق. 

عندما تموت خلايا الدماغ تتوقف وظائف المخ، مما يؤدي إلى إعاقة دائمة إذا كنت غير قادر على القيام بالأنشطة التي يتحكم فيها هذا الجزء من الدماغ أو يمكن أن تؤثر السكتة الدماغية على اللغة والحالات المزاجية والرؤية والحركة.

يحدث الموت عندما يحرم الدماغ من الأكسجين والدم لفترة طويلة. 

يزيد العلاج المبكر من فرصة النجاة من السكتة الدماغية، ويمكن أن يؤدي إلى إعاقة قليلة أو معدومة. 

كم تدوم الجلطة الدماغية؟ ما مدة استمرار الجلطة الدماغية؟

لا توجد إجابة مباشرة حول المدة التي ستستمر فيها عواقب السكتة الدماغية. حيث يعتمد وقت التعافي المطلوب على شدة السكتة الدماغية.

قد تترك الجلطة الدماغية المرضى يعانون مشاكل تتعلق بكيفية عمل أجسامهم.

إن الدماغ هو مركز التحكم في أجسامنا، ومناطق مختلفة من أدمغتنا مسؤولة عن التحكم في الجوانب المختلفة لجسمنا ووظائفنا العقلية. وتتسبب السكتة الدماغية في إصابة الدماغ، حيث تموت بعض خلايا الدماغ وتتلف خلايا أخرى. ويمكن أن يؤثر موقع ودرجة إصابة الدماغ على كيفية عمل الجسم مسببة عدد من المشاكل.

وبعض تلك المشاكل الشائعة بعد السكتة الدماغية مثل:

  • شلل.
  • صعوبة في التفكير والذاكرة. 
  • صعوبة الكلام.  
  • صعوبة في البلع.  
  • مشاكل في التوازن.  
  • الاضطراب العاطفي.  
  • مشاكل في السيطرة على المثانة.  
  • مشاكل في السيطرة على الأمعاء. 

يمكن أن تكون عواقب السكتة الدماغية قصيرة أو طويلة الأمد.

بعد السكتة الدماغية، قد تتأثر بعض خلايا الدماغ بشكل مؤقت فقط  ولا تموت وقد تستأنف العمل.

يُترك بعض الناجين من السكتة الدماغية (حتى 30٪) معاقين بشكل دائم ويحتاج الكثيرون إلى رعاية خاصة.

من المهم أن تتذكر أن “أفضل تعافي ممكن” والوقت المستغرق للوصول إليه سيكونان مختلفين لكل مريض.

يعاني بعض الأشخاص من الأعراض لفترة قصيرة، بينما يستمر ظهور الأعراض لدى البعض الآخر.

متى يمكن لمريض الجلطة الدماغية التحدث مجددًا؟

يمكنك أن تسأل طبيب الأعصاب عن موقع الجلطة الدماغية، لأن ذلك له آثر مباشر على نوع مشاكل الكلام التي تحدث.

إن أكثر أنواع صعوبة الكلام شيوعًا التي تسبب عدم القدرة على التحدث بعد السكتة الدماغية هي فقدان القدرة على الكلام. ويحدث هذا عندما يعرف الشخص ما يريد قوله، ولكن لا يمكنه إيصاله للآخرين، وهناك حالات يمكن أن تمنع الجلطة الكلام تمامًا.

هناك عدة طرق لإعادة القدرة على الكلام مثل:

  1. إعادة تأهيل الدماغ لتحسين الكلام بعد السكتة الدماغية:

لإعادة تعلم كيفية التحدث بعد السكتة الدماغية، تحتاج إلى إعادة تدريب عقلك للتحكم في حديثك. 

عندما يتضرر مركز اللغة في الدماغ بسبب السكتة الدماغية، تسمح المرونة العصبية للأجزاء السليمة من الدماغ بتولي وظيفة اللغة أثناء إعادة التأهيل.

يتم تنشيط المرونة العصبية بالتدريب.

على سبيل المثال، عندما تتدرب على الكتابة الخطية فإن عقلك  ويقوي مسارات عصبية جديدة لتلك المهارة. وكلما تدربت على الخط أصبحت هذه المسارات أقوى وأصبح من الأسهل الكتابة.

كذلك ينطبق على التكلم.

  1. تعلم كيفية التحدث مرة أخرى بعد السكتة الدماغية:

تحتاج إلى ممارسة تمارين علاج النطق.

من خلال ممارسة مهارة الكلام ستقوم بإعادة تأهيل دماغك وتعلم كيفية التحدث مرة أخرى.

على سبيل المثال، إذا كنت تعاني عسر التلفظ فأنت بحاجة إلى التدرب على استخدام عضلات الفم واللسان لتحسين كلامك. وكلما تدربت على استخدام هذه العضلات كان ذلك أفضل.

 سيعيد دماغك تأهيل نفسه بناءً على ما تمارسه بشكل متكرر.

قد لا يتمكن الأشخاص الذين لا يستطيعون التحدث بعد السكتة الدماغية من أداء تمارين علاج النطق التقليدية في البداية.

لذا في النهاية، هناك أمل في استعادة القدرة على الكلام بعد السكتة الدماغية بغض النظر عن مدى ضعف كلامك.

وبمجرد إحراز بعض التقدم، يمكن للمرضى مواصلة العلاج بمفردهم في المنزل باستخدام تمارين علاج النطق. 

ما عِلاقة الجلطة الدماغية باضطرابات النوم؟

إذا كنت قد أصبت بسكتة دماغية فمن المحتمل أنك سوف تواجه بعض المشاكل في النوم، المعروف باضطراب نوم الناتج عن السكتة الدماغية. ومنها:

التنفس غير المنضبط أثناء النوم

يعاني ثلثا الناجين من السكتة الدماغية من حالة تُعرف باسم اضطراب التنفس أثناء النوم، والتي تتميز بأنماط التنفس غير الطبيعية التي تؤرق نومك أثناء الليل. وتشعرك بالنعاس الشديد أثناء النهار حيث  تواجه صعوبة أكبر في التركيز أو حل المشكلات. 

يمكن أن يكون هذا الاضطراب خطرًا على الناجين من السكتات الدماغية، حيث يمكن أن يزيد ضغط الدَّم وتجلط الدَّم بالإضافة إلى زيادة الضغط على قلبك.

أنواع اضطرابات النوم الأخرى

يعد انقطاع النفس الانسدادي النومي أكثر أنواع شيوعًا بين الناجين من السكتات الدماغية، حيث يتسبب في توقفك عن التنفس لمدة 10 ثوانٍ أو أكثر عدة مرات أثناء الليل.

يعاني ما يقرب من 20 إلى 40٪ من الناجين من السكتات الدماغية من اضطرابات دورة النوم والاستيقاظ، والمعروفة أيضًا باسم “الاضطرابات اليومية”، مما يعني أن جدول نومك لم يعد يتحدد بالنهار والليل.

كما  يعاني الناجون كثيرا من الأرق، مما يجعلك تواجه صعوبة في النوم أو البقاء نائمًا طوال الليل. 

هل تتغير سلوكيات المريض بعد الجلطة الدماغية؟

تؤثر التغيرات العاطفية والسلوكية بعد السكتة الدماغية على الناجين.

غالبًا ما يعاني الناجون تغيرات عاطفية وسلوكية، والسبب أن السكتة الدماغية تؤثر على المخ، ويتحكم المخ في سلوكنا وعواطفنا. 

قد تشعر بالارتباك أو الغضب أو القلق أو الاكتئاب.

الخبر السار هو أن العديد من الإعاقات الناتجة عن السكتة الدماغية تميل إلى التحسن بمرور الوقت، وتميل التغيرات السلوكية والعاطفية أيضًا إلى التحسن. 

ما تأثير الجلطة الدماغية على العلاقات الجنسية؟

لم تظهر الدراسات أن النشاط الجنسي يمكن أن يؤدي إلى السكتة الدماغية.

يمكن أن تغير السكتة الدماغية كيفية شعورك تجاه جسمك ونفسك. ويمكن أن يؤثر أيضًا على علاقتك بشريكك.

قد تحتاج إلى التكيف مع أي تغييرات جسدية  ومعالجة أي تغيرات عاطفية  والتحدث إلى شريكك.

حيث تتأثر العِلاقة بما يلي:

  • الخوف من الإصابة بسكتة دماغية أخرى.
  • يمكن أن تتأثر الأنشطة الجنسية بالتغيرات الجسدية بما في ذلك ضعف العضلات والتصلب والضيق والألم وتغير الإحساس والتعب وسلس البول.
  • تغيرات العاطفة والمزاج: قد تغير السكتة الدماغية شعورك تجاه نفسك وحياتك الجنسية. قد تشعر بالغضب والتهيج والحزن والاكتئاب والقلق. ويمكن أن تؤثر تلك  التغييرات العاطفية على اهتمامك بالجنس.
  • العجز الجنسي: السكتة الدماغية ليست عادة سببًا للضعف الجنسي. إذا كنت تعاني مشاكل في الحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه أو الوصول إلى النشوة الجنسية، فقد يكون ذلك بسبب حالة أخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري.

و يمكن أن يكون أيضًا أحد الآثار الجانبية للأدوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدَّم أو الاكتئاب أو مشاكل النوم.

وهنا نكون قد أجبنا عن أكثر الأسئلة التي تتبادر إلى أذهان الكثيرين حول الجلطة الدماغية.

المصدر
nmflintrehabsafestrokehealthlinestrokefoundation

د. لقاء سامي

صيدلانية
زر الذهاب إلى الأعلى