“يجب عليكي أن تتركي ابنك وحده حتى يعتمد على نفسه” “ولكني أخشى عليه، ماذا عليّ أن أفعل”. مع انتشار عدد من حوادث التحرش بالأطفال يقع كثير من الآباء والأمهات في حيرة بين حماية ابنائهم، وتركهم يمارسون حياتهم بحرية. ومع دخول المدارس يزداد القلق والحيرة، لأن على الأمهات ترك أبنائهم بمفردهم في يومهم الدراسي. إذا ماذا يمكن أن تفعل الأمهات حتى تطمئن؟ إليكي عزيزتي عدة نصائح لتوعية الطفل من التحرش.
محتويات المقال
لماذا يتجنب بعض الآباء التحدث عن التحرش؟
يخشى العديد من الآباء التحدث مع الطفل في هذا النوع من التوعية، على الرغم من تنبيه المتخصصين على ضرورة ذلك.
حيث يشعر الآباء بعدم الارتياح والتردد في التحدث مع أطفالهم، خاصة مع صغر سن الطفل وعدم إدراكه لكثير من المفاهيم.
ولكن ما لا تعلمه أن بإمكانك التحدث مع طفلك وتوعيته بدون اللجوء الى مصطلحات معقدة أو تخويف للطفل.
فبإمكانك بعدة نصائح بسيطة نصح الطفل وتوعيته للاطمئنان عليه. وعكس ما يعتقد البعض أن التحدث في هذه المواضيع لا يجوز لصغار السن، ولكن توعية الطفل من التحرش تمكنه من الفهم المبكر، وتساعده في الدفاع عن نفسه إن لزم الأمر.
نصائح لتوعية الطفل من التحرش مع دخول المدارس
يجب أن تعلم أن اختيار المدرسة المناسبة، ومعرفة أصدقاء طفلك، ومكان تواجده ليس الوسيلة الوحيدة لحماية طفلك. توعية وتعليم الطفل كيفية الحفاظ على جسده وكيفية حمايته مهم ايضا اليك بعض النصائح التي يجب عليك اتباعها لتوعية طفلك من التحرش:
استخدم الأسماء الصحيحة
يجب استخدام الأسماء الصحيحة لأجزاء الجسم عند التحدث مع طفلك. لا تستخدم كلمات متوارية ولا كلمات تشعرهم بالخجل أو تجعلهم يعتقدون أنه أمر مُخجل ولا يجب التحدث فيه.
إذا كنت تجهل الطريقة الصحيحة بإمكانك استشارة طبيب عن الطريقة الصحيحة، خاصة إذا كان لديك أكثر من طفل في أعمار مختلفة، حيث تختلف طريقة التحدث حسب عمر الطفل.
فمثلا لا داعي لشرح فسيولوجية الجسم وتكوين الأعضاء للأطفال الصغار، ويمكن البدء في ذلك للمراهقين وهكذا.
تحدث عن خصوصية جسده
يجب أن يعلم الطفل الفرق بين أن يرى أحد والديه أو الطبيب المعالج جسده، وبين أن يراه أي شخص غريب.
فيجب أن يتعلم الطفل ألا يسمح لأي أحد أن يكشف جسده أو يجعله يكشفه تحت أي مسمى وخاصة أثناء اللعب.
كما يتعلم أن له اشياؤه ولعبه الخاصة، لجسده أيضا خصوصية لا يجب أن يكشفها أحد. كذلك يوجد بعض أعضاء الجسم لا يجب أن يراها أو يلمسها أحد.
لا تجبرهم على اللمس
لا تجبر طفلك على احتضان وتقبيل أي شخص حتى لو كان أنت. بعض الآباء يجبرون أطفالهم على الترحيب بأقاربهم أو معارفهم بهذه الطريقة. ولكنها طريقة غير صحيحة يجب أن يتعلم الطفل أنه وحده صاحب القرار الخاص بجسده وله مطلق الحرية في الاقتراب أو الابتعاد عن أي شخص.
بهذه الطريقة يتعلم الطفل أن يبتعد ويدافع عن نفسه إذا حاول أحدهم إجباره على شيء ما، لأنه سيشعر بوجود شيء خاطئ أو خطر، و ليس شيء معتاد حدوثه.
علمهم الفرق بين اللمسة الجيدة واللمسة السيئة
أثناء لعبك مع طفلك أو اللعب مع أصدقائه يوجد لمسات تشعره بالسعادة مثل الدغدغة أو الشد والجذب مع أصدقائه. يجب عليك أن تعلمه الفرق بين اللمسة الجيدة واللمسة غير الجيدة ولكن بطريقة بسيطة لا تجعله ينفر من التعامل مع الآخرين.
يمكنك ذكر مثال أن اللمسة الجيدة ستجعله يشعر بالسعادة ، عكس اللمسة السيئة سيشعر بالألم والخوف والخجل.
كذلك مهما كان طريقة اللعب لا يجب أن تشمل لمس أو كشف الأعضاء الخاصة. أو حتى جعل الطفل يقوم بذلك بنفسه.
كن مصدر أمان لهم
أنت مصدر الأمان لطفلك والحصن الأول الذي يلجأ له إذا آذاه أحدهم.
أولا :كن مستمع جيد لهم.
ثانيا :أخبرهم أن يلجئوا اليك.
ثالثا : لا تجعلهم يخافون منك أو يخفون عنك شيء.
رابعا : تعامل معهم بهدوء، وتجنب الصراخ عليهم.
اقرأ ايضا كيف نبني الثقة بين الأبناء والآباء
اشرح لأطفالك معنى التحرش
يمكنك شرح معنى التحرش بطريقة مبسطة أو الاستعانة بفيديوهات أو قصص تعليمية لتعريف معنى التحرش وآثاره السيئة.
يمكنك القيام بذلك بشكل تدريجي. وكذلك الاستعانة بالمواقف لذكر أمثلة مثل:
- أثناء مشاهدة التلفاز.
- إذا سأل الطفل عن شيء خاص بجسده.
- أثناء مساعدة الطفل على تغيير ملابسه أو الاستحمام.
علم طفلك كيفية الدفاع عن نفسه
ماذا لو حاول أحدهم التعرض للطفل؟
يجب أن يتعلم الطفل ماذا يفعل إذا حاول أحدهم التقرب منه أو لمسه أو كشف جسده، مثلا:
- عليه أن يبتعد عنه سريعا
- يصرخ طالبا للمساعدة
- يحاول الوصول لشخص يثق به ليساعده إذا كان يصعب الوصول لوالديه.
- أن يقول كافة التفاصيل لوالديه لمساعدته والدفاع عنه
انتبه لما يشاهده طفلك
انتشر في الآونة الأخيرة نوع من الفيدوهات التي تعرض محتوى غير ملائم للأطفال، احيانا يكون هذا المحتوى في أفلام كرتونية أو أغاني.
إذا وجدت طفلك يشاهد هذه الأشياء لا تصرخ عليه ولا تعاقبه، اشرح له أن هذا المحتوى خاطئ ويعطي معلومات غير صحيحة ولا يجب أن يشاهده.
وعلى الرغم من وجود برامج لمنع مثل هذه الفيديوهات، إلا أنه يجب متابعة الطفل أولا بأول ولا تتركه لفضوله أو لمحتوى خاطئ.
وختاما يجب أن تعلم أن حماية طفلك من العالم الخارجي لا تكون بمحاوطته فقط. وإنما بتعليمه وتوعيته و تكون أول من يلجأ له ولا يخاف أن يحكي لك أي شيء.