في تلك المقالة سنعطيك الأمل بالتحدث عن نسبة الشفاء من سرطان الخصية. ولكن قبل ذلك سنحدثك عن أهمية الخصية لدى الرجال ودورها في الجهاز التناسلي الذكوري.
الخصية أو بالأصح الخصيتان تقعان خلف القضيب مباشرة خارج جسم الرجل داخل كيسين يُسمى كل منهما كيس الصفن (Scrotum)، الخصية هي من أهم أعضاء الجهاز التناسلي لدى الرجال فلها دورٌ هامٌ في إنتاج وتخزين الحيوانات المنوية التي تحتاج درجة حرارة أقل من درجة حرارة الجسم لذا فإن الله خلقها خارج الجسم.
الخصية بالأساس هي غدة تناسلية تفرز هرمون التستوستيرون الذي له دورٌ هامٌ في تعزيز نمو الأعضاء التناسلية الذكورية. وظهور الخصائص الجنسية الخاصة بالرجال مثل زيادة الكتلية العضلية ونمو الشعر على الجسم.
السرطان مرض خطير وخطورته تكمن في مرحلة المرض ومدى انتشاره وكما يصيب السرطان أعضاء عدة بجسم الإنسان فإنه يصيب الخصية أيضًا، لا يعد سرطان الخصية من الأورام المنتشرة بين الرجال مثل سرطان الثدي مثلا لدى النساء وهو يصيب الرجال في أي عمر ولكن الأغلب يكون في عمر الشباب بين 15 و49عامًا.
في تلك المقالة سنتحدث عن أسباب سرطان الخصية ومراحله ومدى خطورته وعلاجه وكذلك نسبة الشفاء من سرطان الخصية.
محتويات المقال
أسباب سرطان الخصية
قبل التحدث عن نسبة الشفاء من سرطان الخصية سنتحدث عن سبب ظهور سرطان الخصية وعوامل الخطورة التي تزيد من معدل الأصابة لدى أشخاص عن غيرهم.
لا يوجد سببٌ محددٌ لحدوث سرطان الخصية ولكن حدث ما غير تركيب الحمض النووي في خلايا الخصية والذي أدى بدوره إلى حدوث تسارع في عملية الإنقسام والتكاثر الخاصة بالخلايا مما سبب تكون كتل أو تجمعات في الخصية وهي أولى علامات حدوث سرطان الخصية.
هناك بعض العوامل التي تساعد في تكون وظهور سرطان الخصية لدى بعض الرجال عن غيرهم:
- خصية غير نازلة أو معلقة :
يزيد خطر الإصابة بسرطان الخصية حال عدم نزولها في كيس الصفن قبل الولادة حتى لو أجريت جراحة لتعديل وضعها فإن الخطر يظل قائمًا.
جديرٌ بالذكر أن الخصيتان تتكونان في منطقة البطن أثناء تطور الجنين، وعادةً ما تنزل في كيس الصفن قبل الولادة.
- التاريخ العائلي: تزيد نسبة الإصابة بسرطان الخصية لدى الرجال الذين لديهم تاريخ عائلي بالمرض عن غيرهم
- العرق: يعد سرطان الخصية أكثر شيوعًا بين أصحاب البشرة البيضاء عن أصحاب البشرة السوداء
- العمر: من هم في عمر الشباب أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بسرطان الخصية مابين عمر 15 إلى 48 عامًا ولكنه يصيب جميع الأعمار.
أعراض سرطان الخصية
سنذكر أهم أعراض سرطان الخصية ومتى تذهب إلى الطبيب؟ لكي يكون عندك العلم والإحاطة بالتغييرات التي يمكنك ملاحظتها ومن ثمَّ التشخيص المبكر مما يترتب عليه زيادة نسبة الشفاء من سرطان الخصية.
- كتلة أو تورم في أيٍّ من الخصيتين
تلك هي أولى أعراض سرطان الخصية ولا يُشترَط أن يصاحبها ألمٌ وقد تكون حجم الكتلة مثل حجم البازلاء أو أكبر
- شعور بثقلٍ في كيس الصفن وفد يكون ذلك بسبب التورم المفاجئ به
- تغير في حجم أو شكل الخصيتين أو أحدهما
- تغير في ملمس أو صلابة الخصيتين أو أحدهما فقد يزيد سرطان الخصية من صلابتها
- الشعور بألمٍ في الخصية أو كيس الصفن
- ألم في أسفل البطن أو الفخذ أوالظهر
- تضخم في أنسجة الثدي فيما يعرف بالتثدي الذَّكَري وهو زيادة في كمية نسيج الغدة الثديية لدى الرجال بسبب خللٍ في الهورمونات
لقراءة المزيد عن التثدي الذكري وسرطان الثدي عند الرجال قراءة المقالة على موقع بيمارستان
متى تذهب إلى الطبيب؟
راجع الطبيب إذا لاحظت تورمًا أو كتلة أو أي تغييرآخر في إحدى الخصيتين. ولكن إذا لاحظت تورمًا أو كتلًا صغيرةً في كيس الصفن فهذا لا يدل في الأغلب على الإصابة بسرطان الخصية. وقد تكون هناك أسباب عديدة وراء تورم أو التهابات كيس الصفن ولكن على أي حال راجع طبيبك في هذا أيضًا.
وهنا سأكرر أن التشخيص المبكر يزيد من نسبة الشفاء من سرطان الخصية فلا تؤخر الذهاب إلى الطبيب حال ملاحظتك تلك التغييرات على الخصية.
مراحل سرطان الخصية ونسبة الشفاء من سرطان الخصية
في تلك الفقرة سنوضح بشكلٍ عملي أن التأخر في الذهاب إلى الطبيب يعني انتشارًا أسرع للورم ومن ثمَّ تقل نسبة الشفاء من سرطان الخصية.
المرحلة الأولى :
و تعني ظهورالورم في الخصية فقط مع وجود دلائل على عدم انتشاره، وجديرٌ بالذكر أن اكتشاف الورم في تلك المرحلة له دورٌ بالغٌ في زيادة نسبة الشفاء من سرطان الخصية، حيث تصل نسبة الشفاء في هذه المرحلة الى 90_ 100%.
المرحلة الثانية:
في تلك المرحلة يبدأ الورم في الانتشار ليصل للغدد الليمفاوية في البطن والحوض. وتقل نسبة الشفاء في هذه المرحلة الى 50_ 70%.
المرحلة الثالثة:
يتعدى انتشارالورم في تلك المرحلة ليصيب الغدد الليمفاوية الموجودة في الصدر أو الرئتان أوالكبد أوالعظام أوالمخ وفي تلك المرحلة تقل نسبة الشفاء من سرطان الخصية الى10%.
نوع سرطان الخصية
من أهم أنواع سرطان الخصية مايلي:
- الورم المنوي: تُصيب الأورام المنوية جميع الفئات العمرية، بمافي ذلك كبار السن وهي أقل خطورة من الورم غير المنوي حيث أنها أقل انتشارًا ونموًا.
- الورم غير المنوي: تميل الأورام غيرالمنوية إِلى النشوء في مراحل الحياة المبكرة وتنمو وتنتشر بسرعة.
تشخيص سرطان الخصية
يحتاج الطبيب لإجراء بعض الفحوصات والاختبارات لتشخيص سرطان الخصية منها مايلي:
- الفحص البدني الذي يقوم به الطبيب للكشف عن الكتل أو التورم.
- الموجات فوق الصوتية لفحص التركيب الداخلي للخصيتين وكيس الصفن.
- اختبارات الدم ومنها اختبار مؤشرات الأورام حيث تكون نسبتها عالية في حالة الإصابة بسرطان الخصية منها:
- بروتين ألفا فيتوبروتين (alpha feto-protein (AFP.
- هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية بيتا human chorionic gonadotrophin HCG.
- نازع هيدروجين اللاكتات (Lactic Dehydrogenase) وارتفاعه يدل على مدى نشاط الورم.
- فحص عينة من الورم بعد استئصاله جراحيًا لتحديد نوع الورم ومرحلته.
علاج سرطان الخصية ونسبة الشفاء من سرطان الخصية
يعتمد علاج سرطان الخصية على نوعه وعلى مرحلة الورم التي بيَّناها في الفقرة السابقة ويكون عبارة عن:
- الاستئصال الجراحي.
- العلاج الكيماوي.
- العلاج الإشعاعي.
يعد الإستئصال الجراحي هو العلاج الأول والأمثل لسرطان الخصية مهما كان نوعه أو مرحلته. كما أنه يزيد من نسبة الشفاء من سرطان الخصية مقارنة بالعلاج بدون جراحة ولكن يعتمد ذلك على صحة المريض وعمَّا إذا كانت حالته تسمح بإجراء الجراحة أم لا.
يٌوصى الأطباء بإعطاء جرعة واحدة من العلاج الكيماوي أو عدة جلسات من العلاج الإشعاعي لمنع عودة الورم مرة أخرى وذلك إذا كان السرطان في مرحلته الأولى.
أما إذا تطورت مرحلة الورم ووصل للمرحلة الثانية أوالثالثة فتزيد جرعات العلاج الكيماوي بعد الإستئصال الجراحي لتصل إلى 3 أو 4 جلسات وقد يحتاج المريض بعدها لعميلة جراحية أخرى لإسئصال الغدد الليمفاوية المصابة.
عودة سرطان الخصية
أثبتت الدراسات أن إعطاء جرعة واحدة من العلاج الكيماوي بعد الجراحة يساهم في منع عودته مرة أخرى. وكذلك الكشف الدوري والمتابعة عند الطبيب المعالج من أهم أسباب منع عودته أيضًا.
في نهاية المقالة أصبح لديك معلوماتٍ قيمةٍ حول سرطان الخصية وأعراضه ومراحله وكذلك علاجه. كما أدركت جيدًا أن ذهابك إلى الطبيب مبكرًا ومعرفتك لأعراض الورم جيدًا يزيد من نسبة الشفاء من سرطان الخصية. كما أن إجراء الفحوصات الدورية والمتابعة مع الطبيب المعالج يقيك من عودته مرة أخرى.
