ينتابني شعور دائما بالإرهاق، والتعب، وعدم القدرة على إنجاز المهام اليومية….بدأ الأمر بالتزايد؛ فعندما كنت أقوم بتنظيف المنزل شعرت بألم قرب منطقة الصدر، ومع التحسس لتلك المنطقة وجدت كتلة صغيرة جدا عند منطقة الإبط، وبدأت الأفكار السلبية بالسيطرة على تفكيري، أيعقل أن أكون مصابةً به! ذهبت مسرعة في اليوم التالي إلى الطبيب للاطمئنان على صحتي، و بإخباره أنني فقدت الكثير من الوزن في فترة قصيرة، و شعوري بالتعب والإرهاق بشكل مستمر مع وجود ألم في الصدر. طلب مني إجراء بعض الفحوصات الطبية. وجاء الخبر الذي غير مسار حياتي بأنني مصابة بسرطان الثدي! سوف نقدم لكِ في هذا المقال شرحًا تفصيليًا عن مراحل تطور سرطان الثدي.
محتويات المقال
نبذة مختصرة عن سرطان الثدي
يعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء، عادةً ما يصيب الفصيصات أو قنوات الثدي.
تسمى الفصيصات باللغة الإنجليزية باسم (Lobules)، و هي الغدد التي تنتج الحليب في الثدي، أما قنوات الثدي فهي المسارات التي تنقل الحليب من الغدد إلى حلمة الثدي، أيضًا قد يصيب السرطان الأنسجة الضامة الليفية، والأنسجة الدهنية في الثدي.
تستطيع الخلايا السرطانية أن تغزو الغدد الليمفاوية تحت الذراعين، وبمجرد وصولها لتلك الغدد يمكنه الإنتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، والانتشار بسهولة.
كيف يتم تحديد المرحلة المرضية لسرطان الثدي؟
يتم تدريج مراحل تطور سرطان الثدي من 0 إلى 4، وتعكس كل مرحلة حجم الورم، ودرجة الورم، ومشاركة الغدد الليمفاوية، ومدى انتشار السرطان في الجسم.
يقوم الطبيب بتحديد مرحلة السرطان بعد إجراء بعض الفحوصات الطبية مثل تصوير الشعاعي للثدي للتأكد من وجود السرطان، ولكن تعد أخذ خزعة من الثدي الطريقة الأمثل، والقاطعة في تشخيص مرض سرطان الثدي.
يتم تحديد مراحل تطور سرطان الثدي باستخدام مقياس دقيق يسمى باللغة الإنجليزية باسم (TNM Scale).
يشير كل حرف من كلمة TNM scale إلى:
- حرف T: يرمز إلى حجم الورم، ومدى نموه إلى المناطق المحيطة.
- حرف N: يوضح ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الغدد الليمفاوية، والتي تعرف باللغة الإنجليزية باسم (Lymph Nodes).
- حرف M: يشير إلى مدى انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الكبد، والعظام.
مراحل تطور سرطان الثدي
يُقسم الأطباء مراحل تطور سرطان الثدي إلى خمس مراحل رئيسية وتشمل على ما يلي:
المرحلة الصفرية (Stage 0)
يُعرف سرطان الثدي في المرحلة الصفرية بالسرطان الموضعي، وهو سرطان غير الغازي ويعرف أيضًا باسم (Non Invasive cancer) ، إذ تنمو خلايا غير طبيعية في أماكن محددة، ويقتصر وجوده على القنوات أو الفصيصات.
ومن أمثلة سرطان الثدي الموضعي غير الغازي:
1-سرطان الأقنية الموضعي ويعرف باسم (Ductal Carcinoma In Situ)
تصبح خلايا التي تبطن قنوات الحليب في الثدي خلايا سرطانية، ولكنها لم تنتشر بعد إلى أنسجة الثدي المحيطة، ويعد سرطان الأقنية الموضعي مرحلة مبكرة جدًا من سرطان الثدي.
تعتبر نسبة الشفاء من السرطان الموضعي كبيرة في حال اتباع خطة علاجية مناسبة، أما في حالة الإهمال، وعدم تلقي العلاج المناسب قد يؤدي إلى انتشاره إلى أنسجة الثدي المحيطة.
2- سرطان الفصيصي الموضعي ويعرف باسم (Lobular Carcinoma In Situ)
تنمو الخلايا السرطانية داخل الفصيصات، وهي الغدد التي تنتج الحليب في الثدي، ولكنها لم تنتشر خارج الفصيصات.
إذا أثبتت الفحوصات الطبية بنشوء تلك الخلايا فإنها تشكل عامل خطر يزيد من احتمالية تطور سرطان الثدي وانتشاره.
يمكن علاج سرطان الثدي في المرحلة الصفرية بسهولة، وتشتمل خيارات العلاج على:
- الجراحة: يتم استئصال، وإزالة الكتلة الورمية والخلايا السرطانية ما دامت مرتكزة في مكان واحد.
- العلاج الهرموني: يؤثر هرمون الإستروجين، وهرمون البروجستيرون الموجودان بشكل طبيعي في الجسم على أنواع كثيرة من سرطان الثدي، ويقترح الطبيب العلاج الهرموني بالإضافة إلى الجراحة في حالة الإصابة بسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الإستروجين ويرمز ب (ER+)، أو مصابًا بسرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات البروجسترون والذي يرمز ب (PR+).
المرحلة الأولى (Stage 1)
تكون خلايا السرطان في المرحلة الأولى غازية، إذ تغزو أنسجة الثدي المحيطة بها بما في ذلك الغدد الليمفاوية في بعض الأحيان، ولا ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم.
لا يتجاوز حجم الورم في المرحلة الأولى 2 سنتيميتر، و تنقسم المرحلة الأولى إلى فئتين فرعيتين وهما:
- مرحلة (1A): يصل حجم الورم إلى 2 سنتيمتر، ولا يوجد أي إصابة بالغدد الليمفاوية، ويصنف سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات هرمون الاستروجين (ER+)، أو إيجابي لمستقبلات هرمون البروجيستيرون (PR+) ضمن المرحلة (1A).
- مرحلة (1B): هو مرحلة السرطان الغازي، وتشتمل على حالتين وهما:
إما عدم وجود ورم في الثدي، ولكن يوجد بعض تجمعات الخلايا السرطانية في الغدد الليمفاوية يتراوح حجمها 0.2-2 ملليمتر، وأما الحالة الثانية وجود ورم في الثدي أقل من 2 سنتيمتر بالإضافة إلى تجمعات الخلايا السرطانية في الغدد الليمفاوية بمقياس 0.2-2 ملليمتر.
المرحلة الثانية (Stage 2)
تشمل المرحلة الثانية من سرطان الثدي على مرحلتين فرعيتين تعرف ب (2A) و (2B)، وفيما يلي شرح تفصيلي لكل منهما:
- تتضمن مرحلة (2A) على عدة حالات مختلفة أهمها:
- لا يوجد ورم في الثدي، ولكن تحتوي عدد 1-3 من العقد الليمفاوية تحت الذراع على الخلايا السرطانية.
- يوجد ورم يصل حجمه إلى 2 سنتيمتر، بالإضافة إلى إصابة الغدد الليمفاوية تحت الذراع.
- نمو ورم في الثدي يتراوح حجمه بين 2-5 سنتيمتر، ولكنه لم ينتشر إلى الغدد الليمفاوية.
- تتمثل حالات مرحلة (2B) على مايلي:
- نمو ورم بقطر يتراوح بين 2-5 سنتيمتر، بالإضافة إلى وجود خلايا سرطانية في الغدد الليمفاوية القريبة.
- يتجاوز حجم الورم 5 سنتيمتر، ولكن الخلايا السرطانية لم تصل إلى الغدد الليمفاوية في منطقة الإبط.
إذا كانت المصابة بسرطان الثدي في المرحلة الثانية، وأثبتت الفحوصات بأن الورم إيجابيًا لمستقبلات هرمون الاستروجين أو البروجسترون، فإنها تصنف كمرحلة أولى (1A) من سرطان الثدي.
المرحلة الثالثة (Stage 3)
تنقسم المرحلة الثالثة إلى 3 مراحل فرعية تعرف ب (3A)، و (3B)، و (3C)، إليك التفاصيل الكاملة عن كل مرحلة:
- تتضمن مرحلة (3A) على الحالات الآتية:
- تنتشر الخلايا السرطانية، وتصيب عدد 4-9 من العقد الليمفاوية تحت الذراعين، بالإضافة إلى وجود ورم بأي حجم، وفي بعض الحالات لا يتشكل الورم.
- نمو ورم يتجاوز حجمه 5 سنتيمترات، مع وجود بعض التجمعات الصغيرة من الخلايا السرطانية في الغدد الليمفاوية
إذا تم تشخيص المصابة بأنها تعاني من سرطان الثدي في مرحلته الثانية، وحجم الورم يتجاوز 5 سنتيمترات، وإيجابية لمستقبلات هرمون الاستروجين والبروجيستيرون، بالإضافة إلى إصابة عدد 4-9 من العقد الليمفاوية تحت الذراع، فيتم تصنيفها كمرحلة أولى (1B) من سرطان الثدي.
- مرحلة (3B): عادةً يسمى السرطان في تلك المرحلة بسرطان الثدي الالتهابي، إذ ينتشر الورم وقد يصل إلى جلد الثدي، وفي بعض الحالات يمكنه أن يخترق الجدار الصدري الذي يتمثل في الهياكل المحيطة والتي تحمي الرئتين، وتعد ظهور بعض التقرحات على الجلد، أو انتفاخه من أكثر الأعراض شيوعًا في المرحلة الثالثة (3B).
- مرحلة (3C): قد لا يتشكل ورم في الثدي، ولكن في بعض الحالات يتشكل ورم بأي حجم وقد يصل إلى جلد الثدي أو جدار الصدر، بالإضافة إلى انتشار السرطان إلى بعض المناطق المختلفة أهمها:
- الغدد الليمفاوية بالقرب من عظمة الترقوة.
- الغدد الليمفاوية تحت الذراع، و القريبة من عظمة القص.
- انتشار السرطان في 10 أو أكثر من العقدة الليمفاوية الإبطية.
المرحلة الرابعة (Stage 4)
تعد المرحلة الرابعة أخطر مرحلة من مراحل تطور سرطان الثدي، إذ ينتشر فيها السرطان إلى أماكن بعيدة عن المكان الأصلي الذي تشكَّل فيها، وقد يصيب السرطان أماكن عديدة من الجسم مثل الدماغ، والكبد، و الرئتين، والعظام.
وفي النهاية… التشخيص المبكر لسرطان الثدي يساعد كثيرًا في زيادة نسبة الشفاء منه بعد تلقي العلاج المناسب، لذا من الضروري إجراء الفحوصات الطبية من حين لآخر خاصةً عند وجود تاريخ عائلي للمرض، أو أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به.
