عزيزي القارئ إذا كنت تظنُّ أنك تفقد السّيطرة على تعابير وجهك فقط لأنك لمرّة ابتسمت فى موقف مُحزن، أو لم تُبْدِ ردّة فعل فى لحظة دهشة، وتشعر بأنَّ الأمر مزعج، فالمقال الآتي سيجعلكَ تشعر بالمعاناة الدّائمة لأصحاب متلازمة موبيوس الذين لا يُبيّنون أي تعبير.
متلازمة موبيوس (Mobius Syndrome) هي اضطراب عصبي نادر يصيب العضلات المسؤولة عن تعبيرات الوجه وحركة العين؛ لذلك المصابون بمتلازمة موبيوس غير قادرين على الابتسام أو العُبوس أو الاندهاش أو رفع الحاجبين أو إظهار تعابير الخوف أو التّعب كما أنَّهم غير قادرين على تحريك العينين.
شُخّصت متلازمة موبيوس أول مرة على يد طبيب أعصاب ألماني عام 1888م. وأثبتت بعض الدراسات في السنوات الأخيرة أن طفلًا من كل 50000 طفل في الولايات المتحدة مُصاب بمتلازمة موبيوس. كما أن نسبة الإصابة فى الرجال متساوية مع النّساء. وهناك عدة أسماء أخرى لهذه المُتلازمة مثل شلل الوجه الخلقي وشلل العين الخلقي وطيف موبيوس وغيرها من الأسماء.
محتويات المقال
هل سبب متلازمة موبيوس سبب وراثي؟
حتى الآن لم يتعرَّف على السبب الرئيسي لمتلازمة موبيوس، ولم يتم التأكد من أن الجانب الوراثي هو السبب الأكثر تأثيرًا. على النقيض تمامًا معظم حالات متلازمة موبيوس تحدث انعزاليًّا لأفراد ليس لديهم تاريخ مرضي لهذه المتلازمة في الأسرة، فقط عدد صغير من الحالات أُصيب أكثر من شخص في الأسرة نفسها. وفي هذه الحالة تكون الإصابة نتيجة جين متنحي في الأسرة أو وراثة مباشرة من أحد الوالدين؛ حيث إن نسبة انتقال المُتلازمة من الوالد المُصاب بمتلازمة موبيوس إلى الجنين صبي أو فتاة 50%. ولكن هناك عدّة عوامل أخرى ذكرها الباحثون قد تؤدي إلى الإصابة بمتلازمة موبيوس مثل:
- تعاطي المخدرات في أثناء الحمل.
- عوامل بيئيّة.
- أدوية خاطئة.
- تغيّرات في تدفق الدم إلى جذع الدماغ السفلي في المراحل الأولى من التطور الجنيني، والذي يحتوي على نواة العصب القحفي.
يكمن سبب متلازمة موبيوس غياب أو خلل الأعصاب القحفية السادس والسابع التي تتحكم في حركة العينين وعضلات الوجه. وقد تتأثر أعصاب قحفية أخرى مثل العصب الخامس والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر.
كيف تكتشفين إصابة مولودك بمتلازمة موبيوس؟
أعراض المُتلازمة تبدأ منذ الولادة، ومن الممكن أن لا تظهر كل الأعراض لدى المُصاب بمتلازمة موبيوس وتكون الأعراض كالآتي:
- حَوَل في العينين.
- فرط لعاب الطفل.
- عدم القدرة على الرضاعة بسبب عدم القدرة على البلع.
- قد لا تنغلق جفون العين تمامًا عند النوم أو الرمش؛ ممّا قد يؤدي إلى جفاف العين وتهيّجها وقد تتدهور الحالة إلى تقرّح القرنية.
- ضعف عضلات الوجه أو شللها وافتقار التعبير.
- تأخّر الكلام.
- قد تتأخّر المهارات الحركية مثل الزّحف والمشي ولكن تُكتسب خلال فترة من الوقت.
- بعض الحالات تكون مصحوبة بتشوّهات في عظام اليدين والقدمين وفقدان السّمع.
أيضًا يولد بعض المصابين بمتلازمة موبيوس بصفات جسدية مميزة مثل:
- ذقن الوجه صغيرة.
- فم وأنف صغيران.
- لسان صغير أو ذو شكل غير طبيعي (مما يؤدي إلى مشكلات في الكلام).
- فكّ صغير.
- تشوّه الأسنان ولكنّها صفة غير شائعة.
- قد تكون هناك فتحة غير طبيعيّة في سقف الفم أو يكون مقوّسًا ومرتفعًا بنسبة أكبر من النسبة الطبيعية.
وهذه الصفات تؤدي إلى صعوبة التنفس والتغذية. وغالباً ما يكون لديهم ذكاء طبيعي مثل الأشخاص الآخرين.
المخاطر التي يتعرض لها أطفال موبيوس
الأطفال المتضرّرون من متلازمة موبيوس معرّضون بنسبة أكبر من الأطفال الأصحاء للإصابة بالتوحد (وهي حالة اضطراب في التواصل والتفاعل الاجتماعي)، كما أنَّهم معرّضون للإصابة بالاكتئاب بنسبة كبيرة نتيجة عدم القدرة على التعبير.
الأطفال المصابون بفتحة في سقف الفم، يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض إلتهاب الأذن الوسطى.
ما طرق علاج متلازمة موبيوس؟
لسوء الحظ لا يوجد علاج لهذه المُتلازمة وأساليب العلاج المستخدمة لتقليل ومعالجة الأعراض تعتمد على الأعراض الظاهرة لدى المريض، وفي أغلب الأحيان يشمل العلاج تخصّصات متعددة مثل: اختصاصيّي التّخاطب، أطّباء الأطفال، أطّباء الأعصاب، جرّاحي التجميل، أطّباء الأنف والأذن والحنجرة، جراحيّ العظام، أطّباء الأسنان وأطّباء العيون وغيرهم.
يوجد بعض الإجراءات الطبية التي تُستخدم لتحسين الأعراض المختلفة مثل:
- عملية الابتسامة أو (The smile operation) وتتم عن طريق نقل أوعية دموية خاصة بعضلة موجودة في الفخذ تسمى (Gracillis) إلى الوجه وتزويدها بأعصاب معينة. وقد أظهر هذا الإجراء نتائج ملحوظة من حيث حركة الوجه والكلام.
- إجراء (Cross facial nerve graft) في حالة شلل جانب واحد من الوجه من خلال نقل عصب حسب من الساق وربطه بطرف من العصب الوجهي في الجانب الطبيعي ثم انتظار الألياف العصبية لتعبر إلى الجانب المشلول.
- العلاج الفيزيائي أو العلاج الطبيعي خطوة مفيدة خاصة للأطفال الذين يعانون تشوّهات في العظام.
- في بعض الحالات يمكن تصحيح حول العين.
- ينصح بتأخير هذه الإجراءات لأن الأعراض قد تتحسّن مع تقدُّم عمر المريض.
- من أهم أساليب العلاج توفير البيئة النفسية المناسبة للمريض والوعي الكافي بالمتلازمة.
توجد عدة مواقع عالمية لتوفير معلومات حول الأمراض والمتلازمات النّادرة فيما بينهم طيف موبيوس. كما يوجد موقع مخصص لهذه المتلازمة، يوفّر ارشادات ونصائح لأصحاب المتلازمة بمختلف مراحل عمرهم وللآباء، وأيضًا الباحثين يمكنكم تفقّده من هنا.