يحدث قصور الغدد التناسلية الذكورية نتيجة حالة مرضية يتعرض لها الجسم مسببًة عدم قدرته على إنتاج ما يكفي من هرمون التستوستيرون (هو المسئول عن نمو الذكر وتطوره خلال مرحلة البلوغ) أو نقص في إنتاج الحيوانات المنوية أو كلاهما.
وقد وجد أن علاج هذا المرض يعتمد على سبب حدوثه والمرحلة التي أصيب فيها المريض بهذا القصور، إذ يمكن معالجة بعض الحالات باستخدام بدائل التستوستيرون.
محتويات المقال
ما هي أسباب قصور الغدد التناسلية الذكورية؟
يحدث قصور الغدد التناسلية الذكورية بسبب عدم قدرة الخصيتين على إنتاج ما يكفي من هرمون التستوستيرون وينقسم هذا القصور إلى نوعين:
- قصور الغدد التناسلية الأولي
يحدث نتيجة حدوث خلل في الخصيتين الذي يسمى فشل الخصيتين الأولي.
- قصور الغدد التناسلي الثانوي
يحدث نتيجة خلل في الغدة النخامية أو الوطاء وهي أجزاء موجودة في المخ مسئولة عن إرسال الإشارات إلى الخصيتين لإنتاج التستوستيرون.
وقد يحدث كلا النوعين إما بسبب وجود عيب خلقي (سبب وراثي) أو سبب غير وراثي يكتسبه المريض لاحقًا في حياته.
عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض
يعاني الأشخاص بدءًا من أواخر الأربعينات والخمسينات نقصًا في الهرمونات الجنسية مما يقلل من دوافعهم الجنسية ولكن هذا لا يؤكد وجود قصور في الغدد التناسلية. كذلك، قد يتعرض الأشخاص الأقل سنًا لقصور الغدد التناسلية.
وسنذكر فيما يلي العوامل التي تزيد من نسبة الإصابة بقصور الغدد التناسلية الذكورية الأولي وتشمل:
- مرض النكاف والتهاب الخصيتين.
- داء ترسب الأصبغة الدموية ، إذ قد يحدث فشل في الخصيتين نتيجة ارتفاع مستويات الحديد في الدم، وقد يتسبب هذا الارتفاع في حدوث خلل في الغدة النخامية المسئولة عن إنتاج التستوستيرون.
- إصابة الخصيتين بسبب وجودهما خارج البطن.
قد لا يتأثر إنتاج التستوستيرون بتلك الإصابات التي قد تتعرض لها الخصية.
- أمراض الكبد وأمراض الكلى
- الخصيتان غير النازلتين بسبب عدم نزول إحدى الخصيتين أو كلتيهما إلى مكانهما الطبيعي في كيس الصفن عند الولادة.
قد تتصحح هذه الحالة دون علاج، ولكن إذا لم يتم معالجتها أثناء الطفولة المبكرة، سيحدث خلل في الخصيتين؛ مما يؤثر على إنتاج هرمون التستوستيرون.
- مرض السكري ومرض أديسون.
- جراحات الأعضاء التناسلية.
أما عوامل خطورة الإصابة بقصور الغدد التناسلية الثانوي فيشمل الآتي:
- جراحة الدماغ.
- السمنة.
- خلل الغدة النخامية والأورام.
- العلاجات الكيميائية والإشعاعية التي يخضع لها مريض السرطان التي قد تسبب العقم لاحقًا.
- المواد الأفيونية.
- الستيرويدات الابتنائية.
- متلازمة برادرويلي التي تعد خللًا جينيًا يؤثر على الدماغ.
- فيروس نقص المناعة البشرية.
- الساركويد ويعتبر من الأمراض الالتهابية.
كيف يمكن تشخيص المرض؟
يستطيع الطبيب تشخيص هذا المرض عن طريق إجراء فحوصات للمريض وتقييم الأعراض التي يعاني منها وتتضمن هذه الفحوصات الآتي:
- تحليل السائل المنوي لتحديد عدد الحيوانات المنوية.
- فحص الدم لتحديد مستوى الهرمونات الجنسية، وهرمون الغدة النخامية والحديد وهرمونات الغدة الدرقية، ويجرى هذا الفحص في الصباح لتكون الهرمونات في أعلى معدلاتها.
- التصوير ويشمل:
- الرنين المغناطيسي.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- الموجات فوق الصوتية.
مضاعفات قصور الغدد التناسلية
- مشاكل في العلاقة الجنسية.
- هشاشة العظام.
- الاكتئاب.
- القلق والتوتر.
- العقم.
كيف يمكن معالجة قصور الغدد التناسلية الذكورية؟
يتطلب علاج مرضى هذا القصور استخدام بدائل التستوستيرون، وتوصف للمريض في صورة مستحضر موضعي أو الحقن ولا يوصف عن طريق الفم لما يسببه من مشاكل صحية مثل مشاكل في المعدة والكبد، بالإضافة إلى عدم قدرتها على الحفاظ على مستويات هرمون التستوستيرون.
وتتمثل فوائد العلاج ببدائل التستوستيرون في تحسين الحالة المزاجية للمريض، وتحسين الحالة الجنسية وزيادة كثافة العظام.
على الرغم من مميزات استخدام بدائل التستوستيرون إلا أنه قد يسبب بعض المشاكل التي تتمثل في:
- فشل القلب الاحتقاني.
- تضخم البروستاتا الحميد.
- حب الشباب.
- تضخم الثدي.
- زيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء.
- قلة إنتاج الحيوانات المنوية.
- قد يتفاقم الأمر ويؤدي إلى توقف التنفس أثناء النوم.
أقرأ أيضا: ما العلاقة بين سرطان الخصية والإنجاب؟
كيف يمكن علاج العقم الناتج عن هذا القصور؟
يعتمد العلاج على تحديد سبب العقم، فإذا كان العقم ناتجًا عن وجود خلل في الغدة النخامية، فيمكن وصف هرمونات الغدة النخامية للمريض لتنشيط إنتاج الحيوانات المنوية وزيادة الخصوبة.
وفي حالة وجود ورم في الغدة النخامية، فيجب استئصال الورم أو الخضوع للعلاج الِإشعاعي أو تناول أدوية وهرمونات أخرى.
في أغلب الأحيان، يصعب معالجة ضعف الخصوبة الناجم عن قصور الغدد التناسلية الذكورية الأساسي، إلا أنه يمكن اللجوء لوسائل المساعدة على الإنجاب.
كذلك، يمكن علاج البلوغ المتأخر عند الذكور باستخدام الحقن لمدة 3 إلى 6 أشهر؛ لتنشيط مرحلة الوصول للبلوغ وتحفيز تطور الخصائص الجنسية الثانوية.
وفي النهاية، من الجدير بالذكر إن الاهتمام باستشارة الطبيب للحصول على العلاجات المناسبة من شأنه أن يعيد مستويات الهرمونات إلى معدلاتها الطبيعية؛ لذلك لا تشعر بالخجل وأخبر طبيبك بما يحدث معك للسيطرة على الوضع، إذ إن فقد الرغبة الجنسية المفاجئ أو انخفاضه قد يكون مؤشر إصابتك بقصور الغدد التناسلية.