تأتي مرحلة المراهقة للفتاة بتغييرات كثيرة تطرأ عليها، سواء كانت فسيولوجية، أو نفسية، أو جسدية. ومن أهم التغيرات الجسدية هي حدوث الدورة الشهرية بعمر 12 عامًا، وأغلبهن تبدأن رحلة معاناة من آلام الحيض غير المحتملة، وهذا يعطلهن عن أداء الأعمال اليومية كالذهاب للدراسة. ولذلك سنتعرف في هذا المقال على علاج مغص الدورة الشهرية الشديد، ومشروبات لتخفيف آلام الدورة الشهرية الشديد.
محتويات المقال
ما هي الدورة الشهرية؟
هي الطرد الشهري للجدار المبطن للرحم، الذي يأخذ الذوبان ويخرج على شكل دم أحمر من الرحم إلى المهبل ثم إلى خارج الجسم. ويحدث ذلك نتيجة لحدوث تغيرات في الهرمونات حيث يفرز المبيض هرمون الاستروجين والبروجسترون، مما يسبب تراكم لبطانة الرحم وتكون جاهزة لالتصاق البويضة المخصبة بها. وإذا لم تكن هناك بويضة تدوب البطانة وتنزف. والمدة الطبيعية لنزول دم الحيض من 2 يوم إلى 7 أيام، وتحسب مدة الدورة من أول يوم في الدورة إلى أول يوم في الدورة التالية، ومتوسط بدء الدورة لدى الفتيات في عمر 12 عامًا وانقطاعها عند 51 عامًا. وتتراوح مدتها من 24 إلى 38 يوم، وتكون منتظمة عند 15% من السيدات، وغير منتظمة عند 20% منهم حيث تكون أطول أو أقصر عن المعدل الطبيعي. وتفقد المرأة ما يقارب من نص كوب إلى 2 كوب شهريًا.
ما هي آلام الدورة الشهرية الشديدة؟
عبارة عن آلام شديدة أسفل منطقة الحوض تحدث أثناء الدورة أو قبلها بأيام، مصحوبة بأعراض مثل: الإسهال والغثيان وآلام أسفل الظهر والصداع والدوخة والتعب،
وتعرف باسم عسر الطمث أو تشنجات الدورة الشهرية، ولتشنجات الحيض نوعان وهما:
- النوع الأول
ويعتبر الأكثر شيوعًا في سن المراهقة، ولا ينتج عن مشاكل في الرحم، ولكن بسبب ارتفاع مستويات البروستاجلاندين قبل بدء الدورة وانخفاضها عند نزول الدم، حيث يعمل على شد عضلات الرحم وزيادة الانقباض مما يسبب التشنجات، ويبدأ الألم قبل نزول الحيض بيوم أو يومين، ويستمر لبضعة أيام ثم يختفي، وعادة يؤثر على نشاطات الحياة اليومية والتغيب عن العمل والدراسة.
- النوع الثاني
وهي حالة شائعة تعاني منها سيدة واحدة من كل سيدتين، يحدث نتيجة أسباب عديدة تؤثر على الرحم مثل الأورام الليفية أو بطانة الرحم المهاجرة أو العضال الغدي أو تكيسات على المبيض، وعادة يعتمد علاج مغص الدورة الشهرية الشديد من النوع الثاني على علاج السبب.
أعراض آلام الدورة الشهرية الشديد
تختلف الأعراض من سيدة لأخرى، وترتبط ارتباطاً مباشراً بارتفاع مستوى البروستاجلاندين، وتتمثل الأعراض الأكثر شيوعًا في:
- ألم أسفل البطن أو الحوض.
- الغثيان والقيء.
- ألم في المفاصل.
- ثقل في الصدر.
- ألم أسفل الظهر.
- الإسهال أو الإمساك.
- تشنجات بسيطة.
- سرعة في ضربات القلب.
- الصداع.
- الإغماء.
وعليك باستشارة الطبيب فورًا إذا استمرت الأعراض لمدة طويلة، حتى يقوم على علاج مغص الدورة الشهرية الشديد.
الحالات الأكثر عرضة للإصابة بتعسر الحيض
- السيدات التي تدخن أثناء نزول الدورة.
- التعرض لغزارة الحيض وتستمر أكثر من 7 أيام.
- بدء الحيض مبكرًا قبل سن 11 عامَا.
- السيدات التي تعاني من السمنة.
- تاريخ عائلي لعسر الطمث.
- السيدات التي تعاني من نزيف الرحم.
التشخيص ومتى ترى الطبيب
إذا كنت تعانين من آلام الدورة الشديدة والتشنجات، فاتصلي بالطبيب إذا استمرت التشنجات لأكثر من 3 أيام؛ لتشخيص حالتك من النوع الأولي أو الثانوي واتباع طريقة العلاج المناسبة، ويطلب الطبيب بعض الفحوصات منها:
- فحص الحوض من خلال إدخال الأصابع في المهبل.
- منظار المهبل؛ للإطمئنان على الأعضاء التناسلية الداخلية.
- عينة من السائل المهبلي.
وإذا لم يكن هناك أي مشاكل في الرحم من الأمراض التي تصيبه، فسيشخص الطبيب حالتك بالإصابة بعسر الطمث الأولي.
ويلجأ الطبيب إلى فحوصات واختبارات إضافية؛ لتأكيد التشخيص بعسر الطمث الثانوي، خاصة إذا وجد أي علامات تؤكد إصابة الرحم، ومن ضمنها:
- منظار الرحم: وهو جهاز مزود بكاميرا؛ لرؤية بطانة الرحم وينقلها إلى الشاشة.
- الموجات فوق الصوتية: لرؤية الأعضاء التناسلية الداخلية مثل الرحم والمبيضين وتحديد حالتهم.
- منظار البطن: عبارة عن جهاز مزود بكاميرا في النهاية، ويقوم الطبيب بعمل شق صغير في البطن ثم إدخال الأنبوب؛ لعرض أعضاء الحوض، وتحديد إذا كنت تعانين من بطانة الرحم المهاجرة.
طرق علاج مغص الدورة الشهرية الشديد
الهدف الرئيسي من العلاج هو تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة للفتاة وتقليل التغيب في العمل أو الدراسة، ويعتمد العلاج الطبي على ثلاث علاجات موصى بها، وهما:
- العلاجات الدوائية
- مضادات الالتهابات غير الستيرويدية، وهي عبارة عن مسكنات فعالة تخفف الألم وتقلل من مستويات البروستاجلاندين. ويوصى بتناولها مع وجبات الطعام قبل بدء الدورة بيوم أو يومين وتستمر حتى ثلاثة أيام من الدورة. وثبت أنه فعال تمامًا في أغلب السيدات، ولكن 18% منهن لا يستجبن للمسكنات بشكل كافي، وفي هذه الحالة تتم المعالجة بالهرمونات.
- وسائل منع الحمل.
تعتبر خط العلاج الأولي إذا فشلت المسكنات في تخفيف الألم، وهي تعمل على منع انتشار بطانة الرحم وتقليل مستويات البروستاجلاندين، والأكثر شيوعًا في الاستخدام هي موانع الحمل الفموية.
قد يهمك أيضاً: الآثار النفسية لحبوب منع الحمل
- العلاجات غير الدوائية
وهي علاج شائع بين الفتيات، ويوصى باستخدامه كعلاج بديلي عن مضادات الالتهابات، أو علاج تكميلي مع وسائل منع الحمل أو مضادات الالتهابات غير الستيرويدية. وتقلل الألم من خلال زيادة إمداد الدم في الحوض وإطلاق هرمون السيروتونين وتثبيط تقلصات عضلات الرحم، وتتمثل في التالي:
- ممارسة التمارين الرياضية.
- استخدام قرب المياه الدافئة.
- المكملات الغذائية مثل الأوميجا 3 وفيتامين D، E، B.
- التدخلات الجراحية
- النوع الأول: في حالة فشل كل طرق علاج مغص الدورة الشهرية الشديد
فقد يلجأ بعض الأطباء إلى استئصال العصب الرحمي العجزي بالمنظار.
- النوع الثاني: يلجأ الطبيب لمعرفة سبب الألم وعلاجه بشكل فعال جراحيًا إذا كان بطانة الرحم المهاجرة أو تكيسات المبايض وغيرها من أمراض الرحم.
مشروبات لتخفيف مغص الدورة الشهرية الشديد
يعتبر تناول المشروبات الدافئة من أهم طرق علاج مغص الدورة الشهرية الشديد, حيث أنه يساهم في تعزيز مستويات الطاقة والتقليل من التشنجات, ومن أهمها:
- الماء: فهو يقلل من التعب وتشنجات الحيض, ويحسن الدورة الدموية لحدوث النزيف بشكل أسرع وأقل ألمًا، وعليك بشرب من 1.5 لتر إلى 2 لتر من الماء قبل أيام من بدء الدورة.
- مشروب الشوكولاته الساخن: فهو غني من الماغنسيوم والبوتاسيوم والحديد، مما يقلل من الألم وسرعة تدفق الدم.
- شاي الزنجبيل والليمون: يحتوي الزنجبيل على خصائص مضادة للالتهابات; مما يقلل من آلام الدورة الشهرية، كما أنه له تأثير فعال مثل الإيبوبروفين.
وكذلك الليمون يهدئ اضطراب المعدة المصاحب للتشنجات.
- عصير الجزر والبرتقال: وهما مصدران غنيان بفيتامين C, مما يلعب دور في امتصاص الحديد, وذلك تعويضًا عن كمية الحديد المفقودة أثناء الدورة, وهو غني أيضًا بالماغنسيوم والكالسيوم, مما يقلل من التشنجات.
- حليب الكركم: وهو غني بمضادات الأكسدة والالتهابات; مما يعالج التشنجات ويخفف من أعراض الدورة المؤلمة.
وعليك أيضًا بتجنب المشروبات التي تزيد من التشنجات والأعراض المصاحبة, ومنها:
- مشروبات الطاقة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
- الكافيين.
- الكحول.
لا تتردي فورًا بزيارة الطبيب إذا كنت تعانين من ألم الدورة غير المحتمل ولا يستجيب للمسكنات؛ لتشخيص حالتك واتباع طريقة العلاج المناسبة.
