لا يعد التهاب المعدة والتهاب القولون أمرًا واحدً في طب الجهاز الهضمي، يُشخص كل منهما على حدة تشخيصًا منفصلًا؛ إلا أن الأمر يختلط على البعض. إن السبب في ذلك يرجع لأن الإحساس بالألم في البطن، والانتفاخ، وسوء الهضم، والغثيان، ووجود دم في البراز هي أعراض يتشارك في الشكوى منها مرضى التهاب المعدة ومرضى التهاب القولون على السواء. يؤدي التدخين وتناول الكحوليات، وعادات الأكل غير الصحية، والضغط العصبي إلى التهاب المعدة والتهاب القولون أيضًا. سنتعرف في هذه المقالة إلى علاج التهاب المعدة والقولون وأعراض كلٍ منهما، والأسباب المؤدية للحالتين، وكيفية التشخيص وطرق الوقاية، التعقيدات المحتملة الحالتين.
محتويات المقال
التهاب المعدة والقولون
التهاب المعدة والقولون هو التهابًا يحدث في الجدار الداخلي المبطن للمعدة والقولون، لأسباب مختلفة قد تكون عدوى بكتيرية أو فيروسية، أو عادات غذائية غير صحية، أو بسبب التدخين وتناول الكحوليات. قد يكون التهاب المعدة مفاجئًا وشديدًا، وقد يكون مزمنًا يستمر مدة زمنية طويلة. يسبب تأخير العلاج في حالات التهاب المعدة المزمن مشكلات عديدة قد تصل إلى قرح المعدة والنزيف وربما سرطان المعدة.
حالات التهاب القولون قد تزيد من فرص الإصابة بسرطان القولون، الأمر الذي يتطلب التدخل الجراحي واستئصال جزء من القولون. هناك أنواع مختلفة من التهاب القولون منها التهاب القولون التقرحي ulcerative colitis، والتهاب القولون الإقفاري ischemic colitis، والتهاب القولون المعدي infectious colitis.
أسباب التهاب المعدة والقولون
عندما نتحدث عن التهاب المعدة فإن وجود ضعف أو تآكل في الجدار الداخلي للمعدة يساهم في زيادة فرص حدوث الالتهاب، أيضًا يعد وجود عدوى بكتيرية مثل جرثومة المعدة -العدوى البكتيرية الأكثر شيوعًا- سببًا رئيسًا في الإصابة بالتهاب المعدة من خلال الماء والطعام الملوثين. وتتضمن أسباب التهاب المعدة الآتي:
- الإفراط في تناول المسكنات أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
- التدخين.
- الإفراط في تناول الكحوليات.
- الإفراط في تناول مشروبات الكافيين مثل الشاي والقهوة.
- الإفراط في تناول الأطعمة الحارة والوجبات السريعة.
- الضغط العصبي والتوتر.
- التقدم في العمر؛ يقل سمك بطانة المعدة بالتقدم في العمر.
- بعض الأمراض المناعية.
- اضطرابات الجهاز الهضمى مثل داء كرون.
في حين تتضمن أسباب التهاب القولون:
- قصور الإمداد الدموي لأجزاء من القولون، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الالتهاب والتلف في الغشاء المبطن للقولون.
- قد تهاجم خلايا الدم البيضاء جدار القولون الداخلي في بعض الأمراض المناعية، محدثة بذلك التهاب القولون.
أعراض التهاب المعدة والقولون
تشمل أعراض التهاب المعدة الآتي في أغلب الحالات:
- الشعور بالامتلاء بعد القليل من الطعام.
- الغثيان.
- القيء.
- عسر الهضم.
- براز أسود في حالات التهاب المعدة التآكلي.
وفي حالة التهاب القولون يزيد على تلك الأعراض:
- ألم شديد في البطن خاصة عند اللمس.
- فقد الشهية.
- فقد الوزن.
- إسهال أو إمساك لاختلاف حركة الأمعاء في المرضى
- حمى.
- ظهور فرح في القولون.
- ظهور مخاط أو دم في البراز.
بعض المرضى يعاني التهاب المعدة والتهاب القولون معًا، مما يسبب ظهور معظم الأعراض سابقة الذكر. هذه الحالة قد تكون عرضة لسرطان القولون في حال تأخر العلاج أو إهماله.
تشخيص التهاب المعدة والقولون
يُشخص الطبيب حالة التهاب المعدة والقولون عن طريق الفحص السريري، وتسجيل الأعراض التي يشكو منها المريض. هناك أيضًا مجموعة من الإجراءات تشمل:
- إرسال عينة دم إلى المختبر للكشف عن أسباب حدوث التهاب المعدة والقولون، وعمل مزرعة لتحديد العلاج المناسب من المضادات الحيوية.
- فحص عينة من البراز.
- تصوير بالأشعة السينية لتحديد الأماكن المصابة في الجهاز الهضمي.
- قد يلجأ الطبيب إلى إجراء التنظير العلوي والتنظير السيني sigmoidoscopy and colonoscopy عن طريق إدخال أنبوب رفيع من الفم إلى المعدة في نهايته كاميرا لتصوير الأجزاء الداخلية من الجهاز الهضمي، وأخذ خزعة من البطانة الداخلية للمعدة أو القولون وإرسالها المختبر للتحليل في حال الشك في وجود خلايا سرطانية، وذلك في الحالات المتقدمة.
- إجراء اختبار النفس، وهو الاختبار الخاص بالكشف عن جرثومة المعدة.
علاج التهاب المعدة والقولون
يعتمد علاج التهاب المعدة والقولون على تحديد السبب وراء الإصابة، حيث يصف الأطباء كورس علاجي من المضادات الحيوية المناسبة في حال كان السبب هو عدوى جرثومة المعدة. إذا كان السبب هو تناول المسكنات يكون العلاج بالتوقف عنها وتوعية المريض للمخاطر التي تسببها تلك المسكنات، وإذا كان السبب هو جرثومة المعدة فإن الطبيب يصف المضادات الحيوية المناسبة. من العلاجات التي يصفها الطبيب أيضًا:
- مثبطات مضخة البروتون proton pump inhibitor
هي أدوية تقلل من إفراز الحمض المعدي، مما يساعد تخفيف الالتهاب مثل:
- الأوميبرازول omeprazole
- الإيزموبرازول esomeprazole
- اللانزوبرازول lansoprazole
- مضادات الحموضة
هي أدوية تعادل الحمض المعدي وتسبب شعورًا بالراحة عند المريض يضاد الشعور بالحرقة الذي يسببه التهاب المعدة بعد الأكل.
- البروبيوتيك probiotics
هي مجموعة من البكتيريا والخمائر الطبيعية النافعة. وُجد أن المكملات الغذائية التي تحتوي على البروبيوتك تساعد على تقليل التهاب المعدة والقولون وتحسين حركة الأمعاء ووظيفتها، إلا إنه لا يوجد دليل على دورها في شفاء قرحة المعدة إلى الآن.
- قد يحتاج بعض مرضى التهاب القولون إلى المحاليل الوريدية، ومن خلالها تضاف العلاجات من مضادات حيوية أو علاجات لتخفيف الآلام، ويُنصح المريض بالمداومة على السوائل والأطعمة المسلوقة سهلة الهضم لراحة القولون والأمعاء.
الوقاية من التهاب المعدة والأمعاء
تعد الوقاية من التهاب المعدة والأمعاء هي خير وسيلة لتجنب العديد من المشكلات التي يسببها ذلك الالتهاب، والتي تتضمن:
- التوقف عن تناول الكحوليات.
- التوقف عن التدخين.
- الاعتدال في تناول الكافيين.
- تجنب الضغوط العصبية والتوتر قدر الإمكان.
- تجنب الأطعمة الحارة والوجبات السريعة.
- إتباع نظام غذائي صحي مناسب.
- تجنب المنتجات الغذائية التي تحتوي على اللاكتوز والجلوتين لمرضى التهاب القولون أصحاب الحساسية تجاه تلك المواد.
- تجنب أو تقليل الأطعمة التي تسبب عسر هضم مثل البقوليات واللحوم لمرضى التهاب القولون على الأخص حتى لا يتفاقم الأمر.
- إتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة.
التعقيدات المحتملة
هناك تعقيدات قد تحدث في حال إهمال علاج التهاب المعدة والقولون منها:
- أنيميا بسبب النزيفً في المعدة أو القولون وفقد الدم.
- تحول الالتهاب إلى قرحة المعدة.
- نقص في الفيتامينات والمعادن مثل:
فيتامين B12 وفيتامين D، وفيتامين C، والكالسيوم، والماغنسيوم، والزنك. ينتج ذلك بسبب فقد الشهية وتجنب المريض تناول الطعام لما يسببه من آلام.
- تغير في شكل وانقسام خلايا المعدة أو القولون في الحالات المرضية المزمنة، وهي مرحلة ما قبل السرطان.
- سرطان المعدة أو القولون.
الآن عزيزي القارئ تنتهي مقالتي وقد تعرفت إلى علاج التهاب المعدة والقولون، واحد من أشهر أمراض العصر، بعد أن أوضحنا ما هي طبيعة المرض وأسبابه، وكيفية تشخيصه والوقاية منه واحتمالات تفاقم الأمر حال إهمال العلاج. إن انتشار مرض التهاب المعدة والقولون بين الأفراد يرجع في أغلب الحالات إلى نمط الحياة غير الصحي الذي يتبعه الغالبية العظمى من الناس هذه الأيام، ونصيحتي الشخصية لك هي تصحيح عاداتك الغذائية والأنشطة اليومية التي تؤديها، وسوف يساعدك ذلك في تخفيف ما تواجهه من ضغوطات عصبية وتوتر ، الأمر الذي سوف يقيك العديد من المشكلات الصحية.