تعاني -دعاء- من التقلبات المزاجية لابنتها -ياسمين- وكثرة عنادها في معظم الأوقات، وهنا أدركت -دعاء- بأن ابنتها لم تعد تلك الطفلة الصغيرة المدللة. تعد مرحلة المراهقة نقطة التحول للأطفال، إذ تحدث العديد من التغييرات الجسدية والنفسية التي تؤهلهم لمواجهة الحياة، والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية. سوف نتحدث في هذا المقال عن سن المراهقة والتغيرات الهرمونية للبنات، وكيفية التعامل معها.
محتويات المقال
ما هي مرحلة المراهقة؟
تُعَّرف منظمة الصحة العالمية (WHO) المراهق بأنه الشخص الذي يتراوح عمره بين 10-19 عامًا. وهي مرحلة النمو والتطور، إذ ينتقل فيها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ.
التغيرات الجسدية والنفسية للبنات في مرحلة البلوغ
تتضمن مرحلة البلوغ بعض التغيرات الجسدية والنفسية للبنات الناتجة عن تحفيز الدماغ لإنتاج الهرمونات، وتغيير مستوياتها، وعادة ما يبدأ سن البلوغ للفتيات قبل الفتيان.
هل يتغير جسم الفتاة بعد البلوغ؟
ترجع التغيرات الجسدية للبنات إلى إفراز هرمون الاستروجين الأنثوي، إليك أهم التغيرات التي يمكن أن تلاحظها الفتاة على جسدها:
- نمو الأطراف، وزيادة الطول.
- زيادة الوزن بشكل سريع، إذ تزداد نسبة الدهون في الجسم على طول الذراعين، والفخذين، وأعلى الظهر.
- زيادة حجم الثديين.
- نمو الشعر في بعض الأماكن من الجسم مثل منطقة حول العانة، والإبطين، والساقين، والذراعين.
- بدء الحيض، والإفرازات المهبلية.
- زيادة حجم العضلات، ولكن لا تزال أقل حجمًا من عضلات الذكور.
- نمو الأعضاء التناسلية، وزيادة حجم الرحم، والمهبل.
- يصبح الجلد دهنيًا، وينتج المزيد من العرق.
- تصبح البشرة أكثر عرضة لحب الشباب.
التغيرات النفسية للبنات
عادةً ما تكون التقلبات المزاجية لدى الفتيات خاصةً قبل بدء الدورة الشهرية نتيجة للارتفاع المفاجئ في الهرمونات، وهذا ما يسمى بمتلازمة ما قبل الحيض (PMS)، وقد تسبب الدورة الشهرية ما يلي:
- القلق، وتقلب المزاج.
- الاكتئاب.
- صعوبة النوم.
- الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
- التهيج.
- احتباس السوائل.
تختفي تلك الأعراض مع بدء الدورة الشهرية، وتعد ممارسة الرياضة من الطرق المناسبة لتحسين الحالة المزاجية.
كيف أتعامل مع ابنتي في سن المراهقة؟
يعد سن المراهقة والتغيرات الهرمونية للبنات من أخطر المراحل التي تمر على الآباء والأمهات. إذ تتغير تصرفات الفتيات بشكل كبير جداً. ويرجع ذلك إلى نمو الدماغ وتطوره، ليصبحوا أكثر وعيًا وإدراكاً للأشياء من حولهم، قادرين على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم.
يزداد إحساس الأبناء بتحمل المسؤولية، والنضج عند وصولهم لمرحلة المراهقة مما يجعلهم ليسوا بحاجة إلى والديهم كما في السابق. ولكن يأتي هنا دور الآباء والأمهات في إرشادهم، وتوجيههم إلى الطريق الصحيح، إذ يختلف أسلوب التعامل مع المراهقين كثيراً عن معاملة الأطفال.
تعد مرحلة المراهقة هي مرحلة تهيئة الأبناء لبناء هيكل حياتهم بشكل صحي. لذا هناك العديد من الأدوار التي يلعبها الآباء والأمهات في حياة المراهقين من أهمها:
1-الصداقة
عندما يبلغ الطفل سن المراهقة يصبح مشتتًا ذهنيًا غير قادر على التمييز بين الأشخاص بعد، إذ يريد فقط الدعم المعنوي بشكل دائم، فقد يحتاج إلى صديقًا وليس مدرسًا، ولكي لا يلجأ المراهق إلى أشخاص غير موثوق فيهم يأتي هنا دور الوالدين في إقامة علاقة صداقة قوية مع أبنائهم، ومتابعة دائرة صداقاتهم في الخارج.
2- اتباع أسلوب حياة صحي
تناول الطفل الطعام المناسب، و ممارسة الرياضة، وتنظيم مواعيد النوم، واتباع أسلوب حياة صحي يؤثر على حياتهم بالإيجاب فيما بعد ليصبح شخصًا قوياً صحيًا عقليًا وجسديًا.
3- تشجيعهم على تعلم أشياء جديدة
تميل الأطفال في سن المراهقة إلى اكتشاف كل ما حولهم. ويسعون دائمًا إلى تعلم أشياء جديدة. واكتساب بعض الهوايات المختلفة، وهنا يجب على الآباء والأمهات تشجيعهم، وتقوية مهاراتهم لزيادة ثقتهم بأنفسهم، وتوسيع مداركهم.
4- الاستخدام الصحيح للتكنولوجيا
تعد التكنولوجيا سلاح ذو حدين، فهي نعمة ونقمة في نفس ذات الوقت حسب استخدامها. فمن المهم تعليم الأبناء كيفية استخدام التكنولوجيا بطريقة صحيحة لتجنب الوقوع فريسةً لعيوبها.
5- الدعم العاطفي
نتيجة تغير مستويات الهرمونات في مرحلة المراهقة. يصبح الطفل هشًا وضعيفًا عاطفيًا، لذا يجب الحصول على الدعم العقلي، والعاطفي من المنزل نفسه. إلى أن يستطيع التحكم، وإدارة عواطفه بشكل سليم.
6- التحدث معهم دائمًا ومناقشتهم
يجب على الوالدين تقوية علاقتهم بأبنائهم عن طريق مناقشتهم دائما في جميع ما يحدث في حياتهم، فتلك الطريقة تزيد من ثقة الأبناء لهم فيتعمق إحساسهم بالأمان، مما يجعلهم قادرين إلى الرجوع إليهم في حالة صدور خطأ منهم، والاعتراف به دون كذب أو خوف.
7- التعامل مع تغيراتهم الجسدية والنفسية.
يمر الأطفال بالعديد من التغيرات الجسدية والنفسية في مرحلة المراهقة. مما يؤثر على ثقتهم بأنفسهم. و زيادة القلق الذي قد يصل إلى حد الاكتئاب.
تزداد المشاعر العاطفية والجنسية لدى المراهقين في مرحلة البلوغ. بالتحدث معهم دائما، ومتابعتهم، وتثقيفهم في مثل تلك الأمور يمنحهم المساعدة في معالجة أي قلق، أو مشاعر مربكة قد يواجهونها في تلك المرحلة.
يصبح الجلد دهنيًا أكثر، وظهور حب الشباب في مرحلة المراهقة من أحد أسباب زيادة حالات الاكتئاب وعدم الثقة بالنفس، فيجب دعمهم وتعليمهم بأن أجسادهم تقوم بردة فعل طبيعية نتيجة لإفراز الهرمونات، وتغير مستوياتها.
أيضًا من التغييرات التي قد تحدث زيادة التعرق بشكل ملحوظ مما يسبب لهم إحراجًا. لذا يجب توعية الأبناء بالنظافة اليومية، وضرورة استخدام مزيلات للعرق.
اقرأ أيضاً: مشاكل المدرسة عند المراهقين
وفي النهاية… تثقيف الفتيان والفتيات وتوعيتهم عن مرحلة المراهقة، وما يحدث فيها من تغيرات جسدية ونفسية شيء مهم، حتى نتفادى الدخول في حالات القلق والاكتئاب.