تعد دوالي الخصية من المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب الكثير من الرجال، خاصةً دوالي الخصية من الدرجة الثانية، حيث يشغل تفكيرهم الكثير من الأسئلة مثل:
ما هي أعراض ودرجات دوالي الخصية؟ هل دوالي الخصية من الدرجة الثانية تسبب نقص إنتاج الحيوانات المنوية؟ هل تؤخر الإنجاب؟
كل هذه الأسئلة الشائعة تنتشر حولها الكثير من المعلومات الخاطئة، فلذلك أنصحك بقراءة هذه المقالة، وستجد فيها كافة الإجابات التي تبحث عنها، بناءً على معلومات طبية صحيحة.
محتويات المقال
ما هي دوالي الخصية؟
دوالي الخصية هي حالة تضخم وانتفاخ، تحدث في الأوردة داخل كيس الجلد (كيس الصفن) الذي يحمل الخصيتين، حيث يتجمع الدم في الأوردة ويسير بشكلٍ عكسي في اتجاه الخصية، بدلاً من سريانه بشكل طبيعي إلى أوردة الكلى، فلذلك يسبب تضخماً وانتفاخاً حول الخصية.
هذا التضخم في الأوردة يشبه الدوالي التي تحدث في الساقين، وقد تظهر الدوالي حول خصية واحدة ويطلق عليها دوالي الخصية، أو تظهر في الخصيتين ويطلق عليها دوالي الخصيتين.
درجات دوالي الخصية
دوالي الخصية تنقسم إلى أربع درجات:
- الدرجة صفر: وهي أصغر نوع من أنواع دوالي الخصية، ولا يمكن للطبيب اكتشافها بالفحص البدني، ولكنها تظهر في الموجات فوق الصوتية (Scrotal Doppler).
- الدرجة الأولى: لا يمكن للطبيب رؤية دوالي الخصية من الدرجة الأولى، ولا يمكن الشعور بها أثناء الفحص البدني، إلا باستخدام إجراء مناورة فالسالفا (Valsalva maneuver).
- الدرجة الثانية: يمكن للطبيب الشعور بدوالي الخصية من الدرجة الثانية عن طريق الفحص البدني، بدون استخدام مناورة فالسالفا، ولكنها أيضاً غير مرئية.
- الدرجة الثالثة: وهي أكبر نوع من أنواع دوالي الخصية، حيث يتمكن الطبيب من رؤيتها والشعور بها أثناء الفحص البدني بوضوح.
أعراض دوالي الخصية
عادةً ما تظهر دوالي الخصية في الجانب الأيسر من كيس الصفن، ولكن من النادر أن تحدث الإصابة في الجانب الأيمن أو في الجانبين معاً.
في الغالب لا تظهر أي أعراض على مريض دوالي الخصية، ولكنه أيضاً في بعض الأحيان قد يلاحظ التالي:
- ألم خفيف في الخصية أو في كيس الصفن.
- ظهور كتلة في إحدى الخصيتين.
- تورم في كيس الصفن.
- ظهور نتوء صغير فوق الخصية المصابة.
- قد يصف المريض دوالي الخصية لديه بأنه كيس من الديدان (Bag of worms).
وذلك إذا كانت الدوالي كبيرة بشكلٍ كافٍ
أضرار ومضاعفات دوالي الخصية
قد تتسبب دوالي الخصية في ظهور بعض المضاعفات مثل:
- العقم.
- نقص هرمون التستوستيرون.
- ضمور الخصيتين.
للمزيد: أضرار ومضاعفات دوالي الخصية
دوالي الخصية من الدرجة الثانية والحمل
لوحظ أن حوالي 15 إلى 20% من الذكور البالغين يعانون من دوالي الخصية، حيث تعتبر دوالي الخصية أكثر شيوعاً عند الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 25 عاماً.
كما لوحظ أيضاً أن دوالي الخصية تصيب 35 إلى 44% من الرجال المصابين بالعقم الأولي (Primary Infertility)، و45 إلى 88% من الرجال المصابين بالعقم الثانوي (Secondary Infertility).
فلذلك يعتبر عقم الرجال (Male Infertility) هو الخطر الرئيسي الذي يشغل بال المصابين بدوالي الخصية، وعلى الرغم من أن الكثير من مصابين دوالي الخصية لديهم القدرة على الإنجاب بشكلٍ طبيعي، إلا أن البعض الآخر يعاني من وجود خلل في وظيفة الحيوانات المنوية أو في شكلها، وحركتها، وعددها.
وعلى الرغم أيضاً من عدم وضوح السبب الأساسي في وجود هذا الخلل، سواء في إنتاج الحيوانات المنوية أو في وظيفتها، إلا أنه يعتقد الباحثون أن الحيوانات المنوية قد تتضرر بسبب ارتفاع درجة حرارة الخصية، الذي يحدث بسبب التجمع الدموي داخل شريان الخصية، مسبباً الدوالي.
هذا الاعتقاد يعود إلى احتياج الخصية لوجود درجة حرارة منخفضة عن درجة حرارة الجسم الطبيعية، لكي تنتج الحيوانات المنوية بشكلٍ طبيعي.
أما عن دوالي الخصية من الدرجة الثانية وتأثيرها على الإنجاب، فليس من الضروري أن تكون هي السبب الأساسي في عدم الإنجاب أو تأخره، حيث أن دوالي الخصية من الدرجة الثانية حجمها صغير وغير مرئي، لذلك لا تسبب عائقاً تجاه الإنجاب.
كيفية تشخيص دوالي الخصية
- الفحص البدني: يمكن للطبيب المختص الكشف عن وجود دوالي الخصية عن طريق الفحص البصري والبدني لكيس الصفن، وهذا الفحص يتم أثناء الاستلقاء والوقوف.
- (Valsalva maneuver): أثناء الوقوف قد يطلب منك طبيبك أن تأخذ نفساً عميقاً، ثم تكتمه، ثم تخرجه لأسفل، وهذا ما يعرف بتقنية مناورة فالسالفا، وعادةً ما تستخدم هذه التقنية في تشخيص الدوالي صغيرة الحجم.
- (Scrotal Doppler) أشعة الدوبلر على الخصية: يستخدم هذا الإجراء للتأكد من تشخيص دوالي الخصية، ومعرفة درجتها، ومدى تأثيرها على وظيفة الخصية، كما يكشف للطبيب صورة مفصلة ودقيقة للحالة.
علاج دوالي الخصية
غالباً لا تحتاج دوالي الخصية إلى علاج أو جراحة، ولكن تعتبر الجراحة هي الحل الأمثل في الحالات التالية:
- وجود آلام غير محتملة في الخصية.
- ضمور الخصية.
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
- العقم.
أنواع الجراحة
الغرض من العمليات الجراحية هو إغلاق الأوردة المصابة، لإعادة سريان الدم بشكلٍ طبيعي إلى الأوردة السليمة، وهذه العمليات تتم مع الدوالي شديدة الألم، والتي تؤثر على خصوبة المريض.
في أغلب الأحيان لا تحتاج دوالي الخصية من الدرجة الثانية للجراحة، إلا إذا كانت تؤثر على خصوبة المريض أو على ممارسة حياته بشكلٍ طبيعي، في هذه المرحلة يحتاج المريض للجراحة.
يوجد نوعان شائعان من العمليات الجراحية، وكلاهما يتطلب تخديراً عاماً (General anesthesia)، وعادةً ما يسمحان للمريض بالعودة إلى المنزل في نفس اليوم.
- استئصال الدوالي بالميكروسكوب (Microscopic varicocelectomy)
- يقوم الطبيب الجراح بعمل شق صغير في الفخذ، يصل من خلاله إلى منطقة الدوالي، ثم باستخدام مجهر قوي، يستطيع الطبيب أن يحدد العديد من الأوردة الصغيرة المصابة ويربطها، ويستمر هذا الإجراء من 2 إلى 3 ساعات.
- التعافي بعد هذا الإجراء: من الممكن أن يشعر المريض ببعض الآلام البسيطة بعد هذه العملية، ولكن بعد عدة أسابيع يستطيع أن يعود لحياته الطبيعية.
- استئصال الدوالي بالمنظار (Laparoscopic varicocelectomy)
- يقوم الطبيب الجراح بعمل شق صغير في أسفل البطن (Lower abdomen)، يستطيع من خلاله أن يُدخل المنظار، الذي يساعده في رؤية المكان المصاب من خلال الكاميرا.
- يقطع الطبيب أي أوردة مصابة تمنع سريان الدم بشكلٍ طبيعي، ثم يغلق أطراف هذه الأوردة، ونظراً لأن شبكة الأوردة أقل تعقيداً في هذه المنطقة، فيستمر هذا الإجراء من 30 إلى 40 دقيقة فقط.
- التعافي بعد هذا الإجراء: الألم بعد هذه العملية مشابه للإجراء السابق، ويكون خفيف بشكلٍ عام، وممكن أن يستمر لعدة أيام أو أسابيع.
بديل الجراحة – الانصمام
هذا الإجراء أقل شيوعاً ويعرف ب (Varicocele embolization)، حيث يُدخل الطبيب قسطرة صغيرة في وريد الرقبة أو الفخذ، ثم يضع من خلالها بالون أو لفائف، يستطيع من خلالها أن يمنع سريان الدم إلى الأوردة المصابة.
علاج دوالي الخصية من الدرجة الثانية
بخلاف الحالات التي ذكرت سابقاً، لا تحتاج دوالي الخصية علاج محدد، طالما لا تسبب ألم عند المريض ولا تؤثر على خصوبته، خاصةً إذا كانت تلك الدوالي من الدرجة صفر أو الأولى أو الثانية، وذلك لأن حجمهم صغير.
ولذلك يوصي الطبيب في تلك الحالات البسيطة بالمتابعة المستمرة، وقد يعطي المريض طرق علاج من المنزل مثل:
- تغيير الروتين اليومي: قد يحتاج المريض إلى تجنب بعض الأنشطة التي تسبب له عدم الراحة، مثل الجلوس أو الوقوف لمدة طويلة في وضع غير مريح، أو الأنشطة الرياضية الصعبة التي تسبب له الألم، مثل رفع الأثقال.
- ارتداء الملابس الداعمة: مثل الملابس الداخلية الضيقة (Elastane tight-fitting underwear)، وأيضاً ارتداء الحزام الرياضي أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية.
- الكمادات الباردة: قد يساعد وضع الثلج (أو الكمادات الباردة) على كيس الصفن المتورم في تخفيف الألم، ولكن لا يصح وضع الثلج مباشرةً على الجلد، بل يجب وضعه في قماشة نظيفة، لتجنب حدوث حروق الجلد.
- المسكنات غير الستيرويدية (NSAIDS): يمكن أن تساعد المسكنات في تخفيف الألم في كيس الصفن أو في الخصيتين، ولكن يجب استشارة الطبيب أولاً قبل تناولها.
ماذا يحدث لو تُركت دوالي الخصية دون علاج؟
هذا يعتمد على درجة دوالي الخصية، فإذا كانت تلك الدوالي صغيرة ولا تسبب مشاكل للمريض، فلا بأس إذا تُركت دون علاج.
ولكن يجب عليك متابعة حجم الدوالي بشكلٍ مستمر مع الطبيب المختص، خاصةً إذا كنت تعاني من دوالي الخصية من الدرجة الثانية، لأنها أقرب درجة للدوالي الكبيرة.
أما إذا كان حجم الدوالي كبير ولم تتلق لها علاج، أو تخضع للعمليات الجراحية لإزالتها، فمن الممكن أن يحدث تلف وضمور للخصية (Testicular Atrophy) بشكلٍ دائم.
وفي النهاية كان من المهم أن نستعرض لكم هذه المعلومات الطبية عن دوالي الخصية، وكيفية التعامل معها، لتصحيح المعلومات الخاطئة التي تنتشر حول هذا المرض.
