قد تلاحظ أحيانًا ظهور كتلة أو انتفاخ تحت الجلد خاصةً في جانب من رقبتك أو أسفل الذراعين ولا تعرف السبب وراء حدوث ذلك، من الممكن لهذه الحالة أن تكون التهاب الغدد الليمفاوية وذلك بناءً على تشخيص طبيبك. وفي معظم الأحيان يعد التهاب الغدد الليمفاوية علامة صحية تدل على أن جهازك المناعي يعمل بصورة جيدة ليحارب الأجسام الغريبة والميكروبات ويعرف في هذه الحالة بالتهاب الغدد الليمفاوية الحميد. على الرغم من ذلك، قد تحوي الغدد الليمفاوية المتضخمة خلايا سرطانية ويكون التهابًا خبيثًا أو ما يعرف بسرطان الغدد الليمفاوية. دعنا نعرفك من خلال بيمارستان عن الفرق بين التهاب الغدد الليمفاوية الحميد والخبيث، وطرق العلاج المختلفة في كلتا الحالتين.
محتويات المقال
ما هي الغدد الليمفاوية؟
الجهاز الليمفاوي جزء من الجهاز المناعي، ويتكون من شبكة من الأوعية والغدد الليمفاوية. ويوجد مئات من الغدد الليمفاوية المنتشرة عبر الجسم بأكمله، ويتركز أكثر من ثلثها في منطقة الوجه والرقبة. يمر عبر الأوعية الليمفاوية السائل الليمفاوي (اللمف) الذي يحتوي على كريات الدم البيضاء التي تنتج بروتينات تحارب الفيروسات والميكروبات الأخرى. وتعمل الغدد الليمفاوية كفلتر أو مصفاة للجراثيم والأجسام الغريبة المسببة للأمراض.
ما هي علامات وأعراض التهاب الغدد الليمفاوية المحتمل أن يكون من النوع الحميد؟
في حالة التهاب الغدد الليمفاوية الحميد، تتضخم الغدد الليمفاوية مسببة ألم واحمرار في المنطقة المصابة وارتفاع في درجة حرارة الجسم. واعتمادًا على سبب الحالة قد تلاحظ أعراضًا أخرى مثل:
- ألم بالجسم.
- حمى.
- أعراض تصيب الجهاز التنفسي مثل السعال والاحتقان.
- صداع.
الغدد الليمفاوية المتضخمة في الالتهاب الحميد تكون هي القريبة من الجزء المصاب من الجسم مثل الحلق أو الفم أو الأذن. كما يتلاشى تورمها تدريجيًا في حالة تعافيك من العدوى أو المرض.
ما هي علامات التهاب الغدد الليمفاوية المحتمل أن يكون من النوع الخبيث (سرطان الغدد الليمفاوية)؟
في حالة التهاب الغدد الليمفاوية الخبيث قد توجد علامات مثل:
- تضخم الغدد الليمفاوية على الرغم من أنه ليست لديك عدوى أو مرض ملحوظ.
- عرق ليلي.
- حمى مستمرة.
- قد تتعافى من مرضك بينما لا تزال الغدد الليمفاوية بها ألم عند الضغط عليها أو لاتزال متورمة لأكثر من أسبوعين.
- يزيد حجم الغدد الليمفاوية وقد تصبح صلبة وغير متحركة.
- احمرار المناطق حول الغدد الليمفاوية وقد تسرب صديدًا أو سوائل أخرى.
ما هي أسباب الإصابة بالتهاب الغدد الليمفاوية؟
يمكنك أن تصاب بالتهاب الغدد الليمفاوية لأسباب عديدة مثل التهاب الحلق أو عدوى الأذن أو مرض مناعي أو السرطان.
قد ينشأ السرطان بصورة أولية في الغدد الليمفاوية ويسمى الليمفوما، ولكن من ناحية أخرى، يمكن للخلايا السرطانية أيضًا أن تنتشر من مكان آخر من الجسم إلى الغدد الليمفاوية وتكون عادةً الغدد القريبة من السرطان الأولي. على سبيل المثال قد تنتشر الخلايا السرطانية في حالة الإصابة بسرطان الثدي إلى الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الذراع أو بالقرب من عظمة الترقوة. بمجرد دخول الخلايا السرطانية في الجهاز الليمفاوي يمكنها أن تنتقل عبر الأوعية الليمفاوية لأجزاء بعيدة في الجسم حيث يمكنها أن تُكون سرطانًا جديدًا وهذه العملية تسمى هجرة الخلايا السرطانية (Metastasis).
ما هو الفرق في تشخيص التهاب الغدد الليمفاوية الحميد والخبيث؟
إذا كانت الغدد الليمفاوية متضخمة، يبدأ طبيبك عادةً بفحص بعض غددك الليمفاوية ويبحث عن علامات وأعراض أخرى للمرض
الاختبارات التشخيصية
تتضمن الاختبارات التشخيصية ما يلي:
- اختبار دم لفحص إذا كانت هناك عدوى أو حالة مرضية والتي قد تكون السبب الرئيسي لالتهاب الغدد الليمفاوية.
- اختبار تصويري مثل (الأشعة السينية – الأشعة المقطعية المقطعية – الرنين المغناطيسي – الموجات فوق الصوتية) حيث يتم الفحص الدقيق للغدد الليمفاوية.
خزعة (Biopsy)
تعد الطريقة الوحيدة لمعرفة إذا ما كانت الغدد الليمفاوية حميدة أو خبيثة هي أن يتم سحب خزعة (عينة تحليلية من الغدد الليمفاوية). سوف يطلب طبيبك ذلك الإجراء في حالة:
- إذا لم يستطيع الفحص الجسماني والاختبار التشخيصي أن يحدد السبب وراء التهاب الغدد الليمفاوية.
- إذا أنهيت علاج السرطان حديثًا أو أنك لا تزال تحت العلاج.
يتضمن إجراء الخزعة أخذ عينة من أنسجة الغدد الليمفاوية بواسطة إبرة، كما يمكن أخذ الخزعة من الغدد الليمفاوية أحيانًا أثناء الجراحة. ويتم إرسال عينات الأنسجة إلى المعمل حيث يقوم بفحصها أخصائي الأمراض بواسطة الميكروسكوب للكشف عن ما إذا كانت هناك خلايا سرطانية أم لا.
ما الفرق بين التهاب الغدد الليمفاوية المفرد أو العام؟
عادةً يكون هناك منطقة واحدة من الغدد الليمفاوية الملتهبة مثل الرقبة أو تحت الإبط أو الفخذ بينما عندما تتضخم مناطق عديدة من الغدد الليمفاوية تسمى التهاب الغدد الليمفاوية العام.
اقرأ أيضًا: حقيقة سرطان الثدي الالتهابي
كيف يتم علاج التهاب الغدد الليمفاوية الحميد؟
يعتمد علاج التهاب الغدد الليمفاوية على السبب الرئيسي للحالة المرضية، على سبيل المثال، ربما يصف طبيبك مضادات حيوية في حالة العدوى البكتيرية أو قد يصف مضادات الفيروسات للحالات الفيروسية الخطيرة مثل الأنفلونزا، أما إذا كانت بسبب اضطراب مناعي مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis) أو مرض الذئبة (Lupus) سوف يحدد الطبيب العلاج المناسب لهذه الحالة. كما أن الغدد الليمفاوية المتضخمة بسبب العدوى تعود إلى حجمها الطبيعي بعد العلاج.
في حالة التهاب الغدد الليمفاوية الحميد يمكنك أيضًا اتباع ما يلي:
- أخذ قسط كافٍ من الراحة.
- شرب كميات كافية من السوائل.
- تطبيق كمادات مياه دافئة عدة مرات يوميًا.
- تجنب الضغط على المنطقة المصابة.
- يمكنك تناول المسكنات أو مضادات الالتهابات المتاحة بدون وصفة طبية مثل إيبوبروفين (ibuprofen) أو أسيتامينوفين (acetaminophen) تستخدم لتقليل الألم، تحدث مع طبيبك قبل تناول المسكنات المتاحة بدون وصفة طبية خاصةً الأسبرين إذا كان طفلك مصاب.
اقرأ أيضًا: نسبة الشفاء من سرطان الخصية
كيف يتم علاج سرطان الغدد الليمفاوية الخبيث؟
إذا تم تأكيد وجود الخلايا السرطانية في الخزعة التي تم سحبها يحتاج طبيبك تحديد مدى انتشاره وفي أي مرحلة يكون. يعد تضمن الغدد الليمفاوية عامل أساسي في تحديد مراحل السرطان وتحديد العلاج المناسب للحالة. عندما ينتشر السرطان من المنطقة الأولية إلى الغدد الليمفاوية، هذا يعني زيادة احتمالية عودة السرطان مرة أخرى بعد التدخل الجراحي ويعني أنك سوف تحتاج إلى علاج إضافي مثل:
- العلاج الكيماوي.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج المناعي.
- العلاجات المستهدفة.
عندما يتم استئصال الغدد الليمفاوية تجعل من الصعب تصريف السائل اللمفي بصورة طبيعية مسببًا تراكمه، هذه الحالة تسمى الوذمة اللمفية (lymphedema). وقد تؤدي إلى انتفاخ مرئي في المنطقة المصابة، وتزداد الحالة سوءًا إذا تم استئصال عدد كبير من الغدد الليمفاوية.
في الختام لا تتردد في زيارة طبيبك إذا لاحظت أي تغيرات تتعلق بالغدد الليمفاوية لديك أو إذا لاحظت زيادة في حجمها لأكثر من أسبوعين؛ لأن الكشف المبكر يقيك من مشكلات أكبر ويساعد في نجاح العلاج.