يومًا بعد يوم، يجد العلماء المزيد من الاكتشافات والنتائج لعلاج الكثير من الأمراض المُزمنة، آملين أن يجدوا فيها بصيصًا من الأمل يساعد المرضى في الحياة مساعدةً أفضل. أحد تلك الأمراض هو مرض السكري أو (Diabetes Mellitus)، فالعلماء يحاولون دائمًا التوصل للجديد من العلاجات المستحدثة لمرض السكري.
محتويات المقال
ما هو مرض السكري؟
مرض السكري هو المرض الناتج عن اختلال في البنكرياس؛ يؤدّي إلى ارتفاع في نسبة السكر في الدم. يفرز البنكرياس هرمون الأنسولين، وتَكْمن وظيفة الأنسولين الرئيسية في هضم وتكسير السكر وتخزينه في الكبد.
هناك نوعان من مرض السكري، النوع الأول مرتبط بالطفولة ويحدث عندما يهاجم الجسم نفسه وخاصة البنكرياس؛ لذلك العلاج الرئيسي فيه هو بديل للأنسولين.
أمّا النوع الثاني فيكون فيه نسبة الأنسولين المفرز من البنكرياس غير كافية، أو أنَّ الجسم لا يستطيع الاستفادة من هذا الأنسولين، ويكون العلاج هنا بالأدوية مع أو بدون الأنسولين.
هل هناك علاج نهائي لمرض السكري؟
لا يوجد علاج نهائي لمرض السكر، في خلايا البنكرياس التالفة بفعل مرض السكري من الصعب اصلاح العَطَبَ فيها لتعود كما كانت، لكن يمكن منع تصاعد المضاعفات والحدّ من الأعراض الجانبية مثل الانخفاض المفاجئ لنسبة السكر في الدم والدوخة والتي هي من أشهر الأعراض الجانبية لأدوية مرض السكري.
ما هي العلاجات المستحدثة لمرض السكري؟
في علاج مرض السكري، تعتمد استراتيجية العلاج على حالة المريض وإذا كان مريض بالنوع الأول (type 1 diabetes mellitus) والذي يكون فيه العلاج بالأنسولين أو النوع الثاني (type 2 diabetes mellitus) يكون فيه العلاج ببعض الأدوية مثل: ميتفورمين (metformin)، سلفونيل يوريا أو سلفونيليوريا (sulfonylureas).
هذه 4 أنواع من العلاجات المستحدثة لعلاج مرض السكري:
1. بيدورون (Bydureon)
هو أول دواء مُتوافق عليه من منظمة الدواء والغذاء العالمية (FDA) لعلاج مرض السكري، ويؤخذ مرة واحدة أسبوعيًّا فقط. هو من الأدوية الطويلة المدى في صورة حقن تحت الجلد.
آلية عمله تتلخص في كونه (glucagon agonist)، فعندما يرتبط في المستقبلات الخاصة به، يحفز البنكرياس لإفراز مزيد من هرمون الأنسولين. هناك بعض الأعراض الجانبية المرتبطة به مثل الدوخة، الغثيان، احتمالية حساسية في الجلد مكان الحقن.
2. جارديانس (jardiance)
له ميزة إضافية عن باقي الأدوية المعالجة للنوع الثاني من السكر، فهو يستطيع الحماية من أمراض القلب؛ لذلك فهو مناسب للمرضى المصابين بالسكري بالإضافة إلى مرض القلب.
هنا بعض الأعراض الجانبية التي من المحتمل أن تصاحب العلاج به مثل:
- التهابات بالجهاز البولي.
- انخفاض في مستوى السكر في الدم.
- اختلال وظائف الكلى.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
3. سيلوكوا (soliqua)
يجمع هذا الدواء بين نوعين من الأدوية، وهما إنسولين غلارجين (insulin glargine) وليكسيسيناتيد (lixisenatide) في جرعة واحدة فهو بذلك يسهل على المريض ويعطيه ميزة الحقن مرة واحدة بدلًا من مرتين.
ليس هذا فحسب بل له ميزة أخرى، فهو كذلك فهو يستخدم مرة واحدة فقط في اليوم.
لانتوس من الأدوية الممتدة المفعولة بينما الآخر من الأدوية التي تسمى (glucagon peptide agonist) فهو يجمع بين مُميزات كلا النوعين في وقت واحد.
الأعراض الجانبية المحتملة له هي الشعور بالصداع، الدوخة والغثيان.
4. لانتوس (lantus)
أحد أهم مميزاته أنه يستخدم في علاج كلٍّ من النوع الأول والثاني من مرض السكري وهو أحد أهم العلاجات المستحدثة لعلاج مرض السكري. يُعد لانتوس علاج ممتد وسريع المفعول. يظهر تأثيره خلال ساعة أو ساعتين و يمتد إلى 24 ساعةً أي أنه يؤخذ مرة يوميًّا فقط مع الأكل. يحقن تحت الجلد وكغيره من الأدوية المستخدمة عن طريق الحقن، قد يتسبب في بعض الحكة والحساسية في موضع الحقن.
نصائح لمرضى السكري
لا شك أن تغيير أسلوب مريض السكري في الحياة ونظامه الغذائي يحدّ كثيراً من مضاعفات مرض السكري، و تقلل من أعراض الجانبية لبعض الأدوية. من النصائح التي يفضل لمريض السكري اتباعها:
- النظام الغذائي الصحي: ينبغي لمريض السكري الابتعاد تمامًا عن السكريات والأطعمة والمشروبات الغنية بالسعرات الحرارية واستبدالها بالفواكه والخضراوات.
كما أنَّه من المهم المتابعة مع اختصاصي تغذية لتوضيح خطة التغذية وكافة التفاصيل المتعلقة بالنظام الغذائي للمريض.
- خسارة الوزن: اتباع حمية غذائية تُقلل وزنكَ لها تأثير كبير على مستوى السكر في الجسم، أي أن خسارة بضع كيلوجرامات من وزنك يحد كثيرًا من مضاعفات السكر، ويسمح لك العيش الحياة بصحة أفضل. هناك الكثير من الأنظمة الغذائية التي تساعد مريض السكر على خسارة الوزن.
- ممارسة الرياضة: فوائد ممارسة الرياضة، بجانب تأثيرها الإيجابي على صحة القلب والعضلات فهي كذلك تساهم مساهمة واضحة في الحفاظ على معدل السكر في المستوى الطبيعي وتفادي مضاعفات السكري مثل غيبوبة السكر وغيرها.
من المهم كذلك التقليل من الأنشطة غير الحركية على مدار اليوم مثل مشاهدة التلفاز واستبدالها ببعض الرياضات الخفيفة كالمشي لمدّة لا تقل عن 30 دقيقةً يوميًّا.
- مراقبة مستوى السكر في الدم: أصبح من الضروري الآن الاحتفاظ بجهاز قياس السكر في الدم المنزلي ومتابعة النسب على فترات متأخّرة من اليوم. الكثير من هذه الأجهزة متوفرة وغير باهظة الثمن.
يمكن للمرافق في السكن الخاص بك مساعدتك في قياس نسبة السكر إن كنت غير قادر على استخدامه بنفسك.