لقد انتشرت الكثير من الأمراض مؤخرًا، فأصبح وجود شخص مريض في كل أسرة أمر وارد. كان ارتفاع ضغط الدم قديمًا من الأمراض التي تندهش عند سماع أن فلان مريض ضغط، لكن مؤخرًا أصبح مألوفًا بين كبار السن والشباب أيضًا.
لكن ماهو ارتفاع ضغط الدم وما هي أعراضه وعلاجه؟ سوف نتناول في حديثنا اليوم ارتفاع ضغط الدم مفصًلًا.
محتويات المقال
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
يتم تسجيل ضغط الدم برقمين، الضغط الانقباضي يمثل الضغط في الأوعية الدموية عندما ينقبض القلب، الضغط الانبساطي يمثل الضغط في الأوعية بين النبضات. كلاهما يقاس بالمليمترات من الزئبق (mmHg).
يعد ارتفاع ضغط الدم 140/90 مم زئبق أو أعلى، ويعد ضغط الدَّم المثالي عادة بين 90 / 60 و 120 / 80 مم زئبق.
قد يشير قياس ضغط الدم بين 120/80 مم زئبق و 140/90 مم زئبق أنك عرضة لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدَّم، لذا يجب الحفاظ على ضغط الدم تحت السيطرة.
يختلف ضغط الدم من شخص لأخر، ما يعد منخفضًا أو مرتفعًا بالنسبة لك قد يكون طبيعيًا لشخص آخر.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
ارتفاع ضغط الدم يسمى “القاتل الصامت” ذلك لأن ما يقرب من ثلث الأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدَّم لا يعلمون بإصابتهم، لأن ارتفاع ضغط الدَّم لا يُظهر أي أعراض إلا إذا كان حادًا.
أعراض ارتفاع ضغط الدم الحاد
إذا كان ضغط الدم مرتفعًا للغاية، فقد تكون هناك أعراض مصاحبة له، منها:
- صداع شديد.
- نزيف من الأنف.
- الإرهاق أو الارتباك.
- مشكلات في الرؤية.
- ألم في الصدر.
- صعوبة في التنفس.
- اضطراب نبضات القلب.
- دَم في البول.
- طنين في الأذن.
- رجفان العضلات.
قد تشعر بأعراض أخرى التي قد ترتبط بارتفاع ضغط الدم أو لا، مثل:
- الدوار.
- العصبية
- التعرق.
- مشكلات النوم.
- احمرار الوجه.
- بقع دموية في العين.
- الغثيان والقئ.
يجب قياس الضغط بشكل دوري، وإذا كان القياس مرتفعًا على مدار يومان متتاليان يجب التوجه للطبيب.
يمكنك القياس في البيت بسهولة، وهو سريع وغير مؤلم.
عوامل الإصابة بارتفاع ضغط الدم
هناك عدد من العوامل تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم منها:
- العمر: يزداد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدم العمر.
- العرق: ارتفاع ضغط الدَّم شائع بين الأشخاص المنحدرين من أصول أفريقية.
- التاريخ العائلي: يميل ارتفاع ضغط الدم إلى الانتشار في العائلات.
- زيادة الوزن أو السمنة: كلما زاد وزنك، كلما زاد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدَّم.
- قلة النشاط البدني: يزيد من خطر زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدَّم.
- التدخين.
- الملح (الصوديوم) في نظامك الغذائي: يمكن أن يؤدي تناول الكثير من الصوديوم في نظامك الغذائي إلى احتفاظ الجسم بالسوائل، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدَّم.
- البوتاسيوم في نظامك الغذائي: يساعد البوتاسيوم على موازنة كَمَيَّة الصوديوم في الخلايا. قلة البوتاسيوم في نظامك الغذائي، أو فقدان الكثير من البوتاسيوم بسبب الجفاف أو بسبب ظروف صحية أخرى، يؤدي إلى تراكم الصوديوم في الدَّم مؤديًا إلى ارتفاع ضغط الدَّم.
- الضغط العصبي: يمكن أن تؤدي المستويات العالية من التوتر إلى زيادة مؤقتة في ضغط الدَّم.
- بعض الحالات المزمنة: مثل أمراض الكلى والسكري قد تساهم في ارتفاع ضغط الدَّم.
- يسهم الحمل أحيانًا في ارتفاع ضغط الدم أيضًا.
مع أنّ ارتفاع ضغط الدَّم أكثر شيوعًا عند البالغين، فقد يكون الأطفال أيضًا معرضين للخطر بسبب اتباع العادات السيئة مثل النظام الغذائي الغير صحي وقلة التمارين.
علاج ارتفاع ضغط الدم
تغيير نمط الحياة هو خط العلاج الأول لارتفاع ضغط الدم ويشمل التغيير:
1- ممارسة الرياضة البدنية بانتظام
يجب ممارسة الرياضة 5 أيام في الأسبوع. 150 دقيقة في الأسبوع من التمارين معتدلة الكثافة، أو 75 دقيقة في الأسبوع من التمارين عالية الكثافة، أو تمارين الأيروبيك أسبوعيًا.
من أمثلة الأنشطة المناسبة المشي أو الركض أو ركوب الدراجات أو السباحة.
2- الحد من التوتر
يمكن أن يساعد تجنب أو تعلم كيفية التعامل مع الإجهاد والتوتر على التحكم في ضغط الدَّم.
3- تجنب التدخين
تجنب التدخين أو الإقلاع عنه يقلل من مخاطر ارتفاع ضغط الدَّم وأمراض القلب وغيرها من المشكلات الصحية.
3- الحمية الغذائية
يمكن للناس منع ارتفاع ضغط الدَّم باتباع نظام غذائي صحي للقلب.
4- التقليل من تناول الملح
يتراوح متوسط تناول الملح بين 9 جم و 12 جم يوميًا. لكن توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بتقليل النسبة إلى أقل من 5 جرام يوميًا للمساعدة في تقليل من مخاطر ارتفاع ضغط الدَّم.
5- تناول المزيد من الفاكهة والخضروات والتقليل من الدهون
يجب على من يعاني ارتفاع ضغط الدَّم أو المعرض لخطر الإصابة، تناول أقل قدر من الدهون المشبعة.
ويوصى بتناول:
- الحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالألياف.
- الفاكهة والخضروات.
- الفول والبقول والمكسرات.
- الأسماك الغنية بالأوميغا 3 مرتين في الأسبوع.
- الزيوت النباتية غير الاستوائية (زيت الزيتون).
- الدواجن والأسماك منزوعة الجلد.
- منتجات الألبان قليلة الدسم.
كما يجب تجنب الدهون المتحولة والزيوت النباتية المهدرجة والدهون الحيوانية.
لكن هناك بعض الدهون، مثل تلك الموجودة في الأسماك الزيتية وزيت الزيتون، لها آثار وقائية على القلب.
6- وزن الجسم
يمكن أن يساهم وزن الجسم الزائد في ارتفاع ضغط الدَّم، بينما فقدان الوزن يعمل على انخفاض ضغط الدَّم.
لذا يوصى باتباع نظام غذائي متوازن السعرات الحرارية التي تتناسب مع الوزن والجنس ومستوى نشاط الفرد.
نظام داش (DASH) الغذائي
يوصي المعهد الوطني الأمريكي للقلب والرئة والدم بنظام داش الغذائي للأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدَّم. تعني DASH “الأساليب الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدَّم”.
داش هي خِطَّة طعام مرنة ومتوازنة تعمل على:
- خفض ضغط الدم المرتفع.
- يحسن مستويات الدهون في مجرى الدم.
- يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم
يمكن استخدام بعض الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وغالبًا ما يوصي الأطباء بجرعة منخفضة في البداية.
تشمل أدوية ارتفاع ضغط الدم ما يلي:
- مدرات البول، وتتضمن الثيازيدات والكلورثاليدون والإنداباميد.
- حاصرات بيتا وحاصرات ألفا.
- حاصرات قنوات الكلسيوم.
- ناهضات مركزية central agonists.
- مثبط الأدرينالين المحيط peripheral adrenergic inhibitor.
- موسعات الأوعية.
- مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE).
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين.
يعتمد اختيار الدواء على الفرد والحالات طبية الأخرى.
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن اختلال كهرباء القلب؟
ما هي مضاعفات ارتفاع ضغط الدم؟
يتسبب ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط في أضرار جسيمة للقلب.
- يمكن أن يؤدي إلى تصلب الشرايين، مما يقلل من تدفق الدَّم والأكسجين إلى القلب.
ويمكن أن يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى:
- ألم في الصدر ما يعرف بالذبحة الصدرية.
- النوبة القلبية، تحدث عند منع وصول الدَّم إلى القلب، حيث تموت خلايا عضلة القلب من نقص الأكسجين.
- قصور القلب, يحدث عندما لا يتمكن القلب من ضخ ما يكفي من الدَّم والأكسجين إلى أعضاء الجسم الحيوية الأخرى.
- عدم انتظام ضربات القلب مما قد يؤدي إلى الوفاة المفاجئة.
- سد الشرايين التي تزود الدماغ بالدم والأكسجين، مما يسبب السكتة الدماغية.
- يتسبب ارتفاع ضغط الدَّم في تلف الكلى، مما يؤدي إلى الفشل الكلوي.
إن ارتفاع ضغط الدَّم مرض يسهل التعايش معه، لكن يجب اتباع تعليمات العلاج جيدًا من اتباع نمط حياة صحي إلى الانتظام على الدواء حتى لا يصبح عدوًا لك ويكون القاتل الصامت.