نحن معشر النساء دائمًا ما ينتابنا الشعور بالهلع والقلق من أبسط الأمور، فلو وجدت إحدانا أختها تشكي ألمًا، تبادر فورًا إلى ذهنها (ربما لدي نفس المرض مع تشابه العرض). ومع التطور الواسع من حولنا في شتى المجالات، والتي زادت معها ظهور أمراض جديدة لم نسمع بها في جداتنا الأوليات، أو لم تظهر بنفس نسبة ظهورها حاليًا، أصبح الهلع والقلق هو شبح تلك الحياة التي نعيشها، وموضوع اليوم هو أحد الأمراض الشائكة في دنيا النساء، وأكاد أُجزم أن أغلب السيدات ممن شاهدن حلقة الفنانة ياسمين عبد العزيز التي تحكي فيها عن معاناتها مع مرض أكياس الشيكولاتة قد انتابهن التعاطف معها في محنتها، بجانب التوتر من جراء هذا المرض. لا شيء يدعو للقلق سيدتي، إليكِ كل ما تودين معرفته عن ماهية هذا المرض، أسبابه، أعراضه، وطرق العلاج.
محتويات المقال
أولاً ما هي أكياس الشيكولاتة (chocolate cysts) أو (ovarian endometrioma)؟ ولماذا سميت بهذا الإسم؟
في البداية هي ليست أورام سرطانية، بل هي عبارة عن أكياس تتكون على سطح المبيض سواءً أحد المبيضين أو كلاهما، أو حتى في قناة فالوب، تحتوي على دم محتبس من دماء الدورة الشهرية القديمة، ونظرًا لاحتباسه فإن لونه يظهر باللون البني بدلًا عن الأحمر مما يشبه الشيكولاتة.
ثانيًا: أسباب الحدوث
١-بطانة الرحم المهاجرة (migratory endometrium)
يعتبر السبب الأول والرئيسي لتكون أكياس الشيكولاتة، وهو عبارة عن نمو النسيج المبطن للرحم خارج الرحم وعلى المبيضين، فتتحلل هذه البطانة ولا تجد سبيلًا للخروج خارج الجسم فتعمل على حبس الدماء وتؤثر على الأعضاء الداخلية وتكون أكياس الشيكولاتة.
تشكل ٢٠٪_٤٠٪ من النساء اللاتي لديهن بطانة الرحم المهاجرة، وتعتبر أكياس الشيكولاتة حالة جزئية منها وأحد أعراضها.
٢-التغييرات الهرمونية
تشير بعض الأبحاث أن التغييرات الهرمونية وخاصة الاستروجين أنه أحد أسباب أكياس الشيكولاتة، ولكن إلى الآن لم يُعرف لماذا تحدث عند بعض النساء والبعض الآخر لا.
٣-العامل الوراثي
تلعب الوراثة دورًا هامًا حيث تزداد في العائلات التي لديها تاريخ مرضي عند نسائهم.
٤-اضطرابات المناعة
تعتبر أحد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث بطانة الرحم المهاجرة وبالتالي ظهور أكياس الشيكولاتة.
٥- حدوث أي جرح في الرحم
يزيد من فرص بطانة الرحم المهاجرة ومن ثم أكياس الشيكولاتة خاصة في الجراحات القيصرية.
ثالثًا: من هن أكثر النساء عرضةً لهذا المرض؟
غالبًا ما تحدث في مرحلة الخصوبة عند النساء ما بين ٢٥-٤٠سنة، وأكثرهن عرضةً:
- من لديها زيادة في الوزن.
- العوامل الوراثية.
- أي عامل أو عرض يمنع نزول الدورة الشهرية بشكل طبيعي.
- اضطرابات هرمونية.
رابعًا: أعراض أكياس الشيكولاتة
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- آلام شديدة أثناء الدورة الشهرية، وكذلك أثناء العلاقة الزوجية.
- غزارة الدورة الشهرية وقد تصل للنزيف.
- آلام في منطقة الحوض وأسفل الظهر والبطن.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي (انتفاخ، غثيان، قيء).
- قلة فرص الإنجاب أو العقم.
خامسًا: التشخيص والعلاج
يكون التشخيص عن طريق:
- الموجات فوق الصوتية (ultrasound) لتحديد وجود الكيس من عدمه، ولكن ليس بالضرورة معرفة نوعه بهذه الطريقة.
- أخذ عينة من السائل داخل الكيس للفحص (needle biopsy).
أما العلاج فهو إحدى طريقين:
إما الأدوية، أو الجراحة والتي تعتمد على عدة عوامل:
- السن.
- ظهور الأعراض وشدتها.
- هل كلا المبيضين أم أحدهما.
- الرغبة في الإنجاب أو لا.
وتعتبر حالة المريضة هي البوصلة لتحديد كيفية بدء العلاج، فبعض الحالات لا تتعدى المسكنات وحبوب منع الحمل لتنظيم الهرمونات، ولكن إذا تعدى ذلك وكانت الأعراض شديدة، أو زاد حجم الكيس (في المعتاد يتراوح ما بين ٢_٢٠سم، ولكن إذا زاد حجم الكيس عن ٤سم فهذا يستدعي التدخل الجراحي، أما ما دون ذلك ففي أغلب الحالات تستجيب للأدوية)، أو أصبحت مؤثرة على الإنجاب، فلابد من اللجوء للجراحة (laparoscopy) على يد طبيب متمرس حتى لا يؤذي المبايض.
تذكري!!! هذه الأعراض قد تظهر عند البعض والبعض الآخر لا.
حجم الكيس لا يؤثر على خطورة أو ظهور الأعراض.
الأعراض مشابهة لمرض تكيس المبايض ويتم التفرقة بينهم عن طريق السونار.
لو حدث إنفجار لا قدر الله للكيس فإنه يؤدي إلى آلام شديدة وتعتبر حالة طوارئ.
س: هل يمكن منع تكون أكياس الشيكولاتة؟
ج: إلى الآن لا يوجد طريقة بعينها لمنع تكونها، ولكن للتقليل من فرص حدوثها عليكي:
- إن كنتِ ممن يعاني من أعراض بسيطة وتم وصف حبوب منع الحمل لكِ من خلال طبيبك، حاولي التحدث معه عن أفضل وسيلة تحتوي نسبة أقل من الاستروجين لأنه أحد أسباب زيادة بطانة الرحم.
- ممارسة الرياضة والتخفيف من الوزن الزائد، بما لا يقل عن ٤ساعات /أسبوعيا.
- التخفيف من تناول الكافيين.
س: هل تتوقف الأعراض أو تقل بعد سن اليأس؟
ج: نعم، بسبب قلة الاستروجين.
س: هل هناك صعوبة في الحمل مع هذا المرض؟
ج: إن كنت حاملًا ثم اكتشفتِ إصابتك أثناء عمل السونار لا ضرر في ذلك، ولكن المشكلة في حدوث الحمل من البداية لأنه يؤثر على كفاءة التبويض.
وأخيرًا…. نصيحتي لكِ سيدتي، أعتني بصحتكِ جيدًا، وداومي على الكشف الدوري المستمر للإطمئنان على صحتك، لأنك أنتِ المجتمع كله.