هل تعلم كيف يعمل الهاتف والواي فاي؟ تتلخص الفكرة في استقبال وإرسال إشارات، لكي تستطيع أن تستقبل المكالمات، أو الرسائل، والملفات الصوتية. أما عن الواي فاي فهو عبارة أيضاً عن طريق ” two way radio ” يرسل ويستقبل الإشارات، عن طريق أنه يستقبل الإشارة ويرسلها إلى الإنترنت، وهكذا تكون العلاقة بين هرمون السيروتونين والقلق. وفي هذا المقال سنتعرف على كيف يعملون معاً داخل جسدك.
محتويات المقال
ما هو هرمون السيروتونين؟
الاسم العلمي لمادة السيروتونين هو “5-هيدروكسي (5-HT) “، ويوجد بشكل رئيسي وطبيعي في الدماغ والأمعاء والصفائح الدموية. ويُعتبر الأمر كما الأمر في الهواتف، فأنه ناقل عصبي يرسل إشارات بين الخلايا العصبية الخاصة بك، ويتواجد هرمون السيروتونين في الجهاز الهضمي والدماغ، لذلك يتعلق بالنظام الغذائي الخاص بك، لذا يُسمى ب “المادة الكيميائية للسعادة”.
كيف يؤثر هرمون السيروتونين على أنظمة الجسم؟
قديماً لم يكن استخدام الهاتف شائعاً مثل الآن، في تلك الفترة القديمة كان التواصل به شيئاً من الصعوبة، أما الآن جعل الهاتف التواصل أسهل بكثير. كذلك تأثير هرمون السيروتونين وجسدك حيث أنه يجعل الاتصال أسهل بين خلايا الجهاز العصبي وخلايا الدماغ، فالأمر كشبكة الهاتف؛ إن كانت غير مستقرة سيكون التواصل به الكثير من عدم الاستقرار. وبما أن هناك اتصال فعال بين هرمون السيروتونين والجسم فذلك يعني تأثيره على:
- الحالة المزاجية: يرتبط هرمون السيروتونين بالشعور بالسعادة والمزاج والقلق ويساهم انخفاضه في الشعور بالاكتئاب، واضطرابات القلق.
- دورات النوم: حيث أن هرمون السيروتونين يكون مسؤول عن تحفيز أجزاء من الدماغ المسؤولة عن النوم والاستيقاظ.
- الشهية: حيث يساعد هرمون السيروتونين على انتظام حركة المعدة وتنظيم وظائفها.
- العاطفة.
- الذاكرة والتعلم.
- درجة حرارة الجسم.
تأثير هرمون السيروتونين على الصحة النفسية
تم إجراء دراسة عام 2007م أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب غالبًا ما يكون لديهم مستويات منخفضة من هرمون السيروتونين، كما تم ربط نقص هرمون السيروتونين بالقلق أيضاً، فذلك يعني ارتباطه ارتباطاً وثيقاً بتحسين الكثير من الأشياء مثل:
- أن تكون أهدأ، وأسعد.
- يُحسن القلق.
- يُحسن السعادة والمزاج.
- يجعلك أكثر تركيزاً.
- تقليل الاكتئاب.
علاقة هرمون السيروتونين والقلق
يحدث أن تشاهد أخبار عن صراعات، حروب، انهيار الاقتصاد، زيادة أعداد الكورونا، ربما تنتظر نتيجة إبنك، ربما تنتظر وظيفة كبيرة. كلنا نتعرض لكل تلك الضغوط يومياً ومن الطبيعي أن نشعر بالقلق. لكن القلق المقصود هنا إنخفاض معدل هرمون السيروتونين، حيث أن انخفاض معدل هرمون السيروتونين والقلق بينهما علاقة وثيقة، وقد اعترف علماء النفس أن القلق يكون أحد أسبابه اختلال الهرمونات والإشارات العصبية في الدماغ. ولقد أشرنا سابقاً أن انخفاض معدل هرمون السيروتونين يؤثر على الشعور بالسعادة والقلق، وكما ذكرنا من قبل أن هرمون السيروتونين له علاقة بالجهاز الهضمي ويرسل إليه إشارات، فيحدث انخفاض في الناقلات العصبية وبالتالي حين يحدث معدل عالي من التوتر سيرسل هرمون السيروتونين رسالة إلى الجهاز الهضمي وربما يؤدي إلى الإصابة بالقولون العصبي.
علاقة هرمون السيروتونين والاكتئاب
كما وصفنا سابقاً أنه يسمى ب” المادة الكيميائية للسعادة ” وذلك يعني أن انخفاضه سيؤثر بالسلب على الحالة المزاجية. إذ إن تذبذب مستوى هرمون السيروتونين له علاقة بحالة الاكتئاب. وتوجد حقيقة تؤكد علاقة هرمون السيروتونين والاكتئاب، فالأمر كما أنه عندما يُقلع مدمنو الكحول والمخدرات يشعرون بالحزن والاكتئاب، لأن الكحول والمخدرات مثل “عقار الإكستاسي” يتسببان في ارتفاع مستويات السيروتونين ثم تقليلها بسرعة كبيرة. لذلك فإن هذا الانخفاض المفاجئ في مستويات السيروتونين له تأثيراً سلبياً على الحالة المزاجية للشخص خلال مرحلة تراجع الدواء.
القلق والاكتئاب وجهان لعملة واحدة
تشبه اضطرابات القلق الاضطرابات الجسدية مثل أمراض القلب، والسكر، وضغط الدم، لكنها تعتبر أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا وانتشارًا. ويعتبر القلق نوعاً من التطلع إلى المستقبل، ورؤية أشياء خطيرة قد تحدث في الساعة أو اليوم أو الأسابيع القادمة. أما الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب عادةً ما يعانون من حالات مزاجية متدنية قاسية؛ حيث تتأثر الطريقة التي يفكرون بها ويشعرون بها ويتصرفون بها بشكل يومي. وكل هذا يسبب خللًا في هرمون السيروتونين. لذلك يعد القلق والاكتئاب وجهان لعملة واحدة حيث يعد كل منهما اضطراباً واحداً يتأثر بانخفاض مستوى هرمون السيروتونين.
هل شاهدت مزادًا من قبل؟
دعني قبل أن تعطيني إجابة أن أقول لك شيئاً. كلنا لدينا شبكة من العلاقات الاجتماعية ولكي نقرر من ستتخذه صديقًا علينا أن نتعرف عليهم. حسناً ماذا إن كان هناك خصم عليك مواجهته ما الذي يجب عليك فعله؟
بالتأكيد التعرف عليه وجمع معلومات كثيرة عنه لمعرفة طريقة تفكيره، لمعرفة ما الذي ينوي فعله. كذلك الأمر يحدث فى العلاقة بين هرمون السيروتونين والقلق، عليك أن تعرف أسبابه وأعراضه وتفهم احتياجاته.
هل القلق صديقاً أم عدو؟
كم مرة شاهدت طفلاً يبكي من قبل في المتجر لكي يحصل على لُعبة أو الكثير من الحلوى؟ نعرف جيداً أنه يحاول لفت الانتباه لا أكثر، كذلك القلق يريد لفت انتباهك أن هناك شيئاً ما بداخلك. إن مشاعر القلق طبيعية جداً وليست طبيعية فحسب بل إنها أيضاً مهمة للبقاء. لذا هو صديق لك لأننا إذا علمنا المصدر الرئيسي للمشكلة فإنها نصف حل المشكلة.
إنه مثل الصداع والبرد تعلم السبب وتأخذ الأدوية المناسبة لحل المرض، لأنك إذا تغافلت عن حل الصداع سيطول ذلك مدة شفاؤك. وهو نفس الأمر معه علينا أن نبحث عن مصدر القلق. هل هو بسبب الانتقال إلى عمل جديد أو منزل جديد؟ معرفة السبب يجعلك تستطيع إعادة توازنك النفسي.
لذلك حينما يواجهك القلق إعمل على زيادة وعيك وأن تتخذه صديقاً وليس عدواً لك، حيث يخبرك بشكل مختلف أن هناك خطر أو شيء ما، دعني اشرح لك بمثال بسيط:
مُذ بداية البشرية، عندما كان يقترب حيوان مفترس ويحدث الخطر يبدأ الجسم في إرسال إنذارات. سواء ارتفاع ضربات القلب أو ضغط الدم. كان يأتي القلق ليجعلك ما بين اختيارين الهروب أو القتال. وقد يختلف شكل القلق عن الأيام القديمة، لكن هو يُنذرك من موقف صعب.
ما هي مسببات القلق؟
يُعتبر القلق هو عاطفة طبيعية وصحية في كثير من الأحيان، لكن عندما يشعر الشخص بأن مستوى القلق أصبح غير منتظم، فأن هذا يعد اضطرابًا طبيًا، دعنا نتعرف على مسببات القلق:
- الاكتئاب
كما ذكرنا سابقاً أن القلق والاكتئاب وجهان لعملة واحدة، وأنهما في العادة يصاحبان بعضهما في الأعراض. ويصاحب الاكتئاب مشاعر غضب، وانفعال، وقلق.
- القولون العصبي
وهو مرض يصيب الجهاز الهضمي، ويسبب في مراحله الأولى مشاعر القلق.
اقرأ أيضاً: فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي | لعلها أضغاث آلام وسترحل عنا
- الإجهاد المفرط
كلنا نتعرض لكثير من الضغوط الحياتية وأيضاً اليومية، وربما يسبب الضغط الناجم من خلافات شخصية أو في العمل وربما مع الأولاد، وربما تمر بضائقة مالية، فكل هذا يزيد من القلق.
- الصدمات والذكريات السيئة
من منا لم يتعرض إلى صدمة في حياته! ربما مررنا بالكثير منها سواء كانت في العمل أو في المنزل أو مع العائلة. تلك المشاحنات تخلف مشاعر سلبية تسبب لك الكثير من مشاعر الغضب أو الخذلان وينتهي المطاف أن تشعر بالقلق من حدوث نفس التجربة مرة أخرى.
والآن إليك بعض النصائح لتجنب القلق
- قلل من تناول الكافيين، الشاي، الكولا والشوكولاتة.
- استشر الطبيب أو الصيدلي في الأدوية التي تسبب القلق.
- حافظ على نظام غذائي صحي.
- حافظ على نوم منتظم.
- تجنب الكحول.
علاج نقص السيروتونين
يمكن معالجته بأكثر من طريقة سواء الأدوية أو الخيارات الطبيعية:
1. العلاج الدوائي
كما أوضحنا سابقاً تأثير انخفاضه في زيادة معدل الاكتئاب والقلق، لذلك يصف الأطباء مثبطات انتقائية لاستراد السيروتونين حيث تعد الأشهر وأكثر شيوعًا مثل:
- بروزاك/ فلوكستين (fluoxetine /Prozac).
- سيرترالين/ زولوفت (sertraline /Zoloft).
- اسيتالوبرام/ يكسابرو (Escitalopram /Lexapro).
- باروكستين/ باكسيل (paroxetine /Paxil).
- سيتالوبرام/ سيليكسا (citalopram /Celexa).
2. العلاج الطبيعي
هل ذهبت من قبل إلى صالة التمرين لكي تتمرن؟ هل تستطيع أن تكسب العضلات وأنت على سريرك؟
بالطبع الإجابة ستكون لا؛
لذلك دعني أوضح لك كيف سيكون الروتين اليومي لك. أولاً عليك أن تغير نظامك الغذائي، ونظام يومك بالكامل بما فيه من نومك، شرابك، كل شيء حتى تحقق ما تحلم به، لذلك إن كنت تريد أن تخفف من حدة القلق عليك أن تعيد ترتيب يومك كالآتى:
- التعرض للشمس.
- التمرينات الرياضية مثل الجري وركوب الدراجات.
- اتباع نظام غذائي صحي.
- التأمل لتخفيف التوتر.
- التدليك.
- تذكر الأحداث السعيدة.
3. النظام الغذائي
ينصح بتناول أطعمة تحتوي على حمض التربتوفان (Tryptophan) حيث إنه يؤثر على درجات المزاج الإيجابية لأنه يعزز هرمون السيروتونين ومن هذه الأطعمة:
- الديك الرومي.
- بيض.
- جبنة.
- سمك السلمون.
- الموز لكنة لا يحسن الحالة المزاجية.
وأخيراً، ماذا إن كنت تريد أن تتعلم الرماية، هل ستتعلمها في المنزل من خلال مشاهدة التلفاز؟
بالطبع لا، لأنها إن كانت أول مرة لك فإنه من المحتمل أنك سوف تذهب إلى صالة التدريب لشد عضلاتك قليلاً، وسوف يكون لديك روتين يومي جديد. كذلك الأمر مع اكتساب زيادة هرمون السيروتونين عليك أن تُنشيء روتين جديد ليومك. عليك أن تعمل على شد ترهلات الهرمون لكي ينشط مجدداً.
وتذكر أن القلق يتطور عندما يكون رد الفعل غير مناسب مع الحدث. وحتى لا تتعرض إلى نوبات الهلع، استشر طبيباً ليساعدك في تخطي الاضطرابات، وأتبع روتين مختلف ونظام غذائي صحي.
وبهذا نكون قد إنتهينا من فهم العلاقة بين هرمون السيروتونين والقلق.