في عصرنا الحديث، قلّما نتعرض للشمس وخصوصاً مع توصيات الأطباء المتزايدة بتفادي التعرض المباشر للشمس واستخدام الكريم الواقي من الشمس لتجنب خطر الإصابة بسرطان الجلد. ولكن هل يمكن أن يكون ذلك مضراً لنا أيضاً؟ هل سمعت يوماً عزيزي القارئ عن فيتامين د (Vitamin D)؟ إنه في الواقع هرمون يُنتج داخل الجسم نتيجة التعرض لأشعة الشمس، فهيا بنا نعرف المزيد عنه.
خلافاً للاعتقاد الشائع، فإن فيتامين د في الواقع ينتمي إلى فئة البروهرمونات وليس الفيتامينات. والبروهرمونات هي مركبات كيميائية يحولها الجسم إلى هرمونات. إن فيتامين د مهم للغاية لأنه يمتص الكالسيوم من الجهاز الهضمي حتى ينقله إلى مجرى الدم لكي ينتشر بأنحاء الجسم.
محتويات المقال
ما هي مصادر الحصول على فيتامين (د) في الجسم؟
حوالي 10% فقط من فيتامين (د) في أجسامنا تأتي من الغذاء (خصوصاً منتجات الألبان والأسماك). أما باقي الكمية تصنعها أجسامنا أثناء التعرض لأشعة الشمس. ولقد أصبحنا جميعاً معرضين لنقص فيتامين (دال) نتيجة الحجر الصحي الذي أبقانا بمنازلنا خلال ذروة انتشار فيروس كورونا.
أشهر الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (د)
نجد فيتامين (د) الطبيعي في بعض الأطعمة مثل:
- السلمون الأحمر.
- السردين والرنجة.
- التونة المعلبة إن كنت لا تحب السمك الطازج.
- زيت كبد الحوت، كبد سمك القدّ الأطلسي.
- صفار البيض.
- الكبد البقري.
- الجمبري.
- الحليب.
- جبن الريكوتا، حيث تحتوي على كمية كبيرة من فيتامين دال مقارنة بأنواع أخرى من الجبن.
- حبوب الفطور.
- الزبادي.
- عصير البرتقال.
- فطر شيتاكي المجفف.
ولكن أحياناً يكون من الصعب الحصول على كمية كافية من فيتامين (د) من أشعة الشمس والغذاء فقط، لذا يُنصح بتناول مكملات فيتامين (د) الغذائية.
اقرأ أيضاً: ما هي الاطعمة المقوية للمناعة؟
كيف تصنع أجسامنا فيتامين (دال)؟
فيتامين دال هو هرمون تصنعه الكلى ويتحكم في تركيز الكالسيوم في الدم. يصنع الجسم فيتامين دال من خلال تفاعل كيميائي يحدث عندما يتعرض جسم الإنسان إلى أشعة الشمس، حيث ينتج عن ذلك التفاعل مركب كوليكالسيفيرول، والذي يحوله الكبد بدوره إلى كالسيدول، الذي تحوله الكُلى إلى كالسيتريول. والكالسيتريول هو الشكل النشط للهرمون داخل الجسم.
ما مدى خطورة نقص فيتامين (د) في الجسم؟
بما أن فيتامين دال مهم للجسم ليحافظ على قوة وصحة العظام والأسنان والعضلات، بالتالي زيادة نسبة تركيزه أو نقصها تعرض الإنسان لخطر بالغ.
الإصابة بنقص فيتامين (D) حالة شائعة تحدث بسبب عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل كافٍ أو إتباع حمية غذائية غنية بفيتامين دال. وحين يحدث ذلك، يقوم الجسم بامتصاص كمية أقل من الكالسيوم والفوسفات، ونتيجة لعدم وجود كالسيوم كافٍ للحفاظ على قوة العظام وصحتها، يؤدي نقص فيتامين (D) إلى حدوث خلل في العظام يُسمى الكُساح (Rickets) عند الأطفال أو لين العظام (Osteomalacia) عند البالغين.
ونتيجة الإصابة ب لين العظام، لا يمزج الجسم ما يكفي من الكالسيوم والمعادن مع العظام، وبالتالي تضعف العظام كثيراً.
أما عند المرأة الحامل، فيسبب ذلك نقص فيتامين د لدى المولود، مما يزود فرص إصابته بالكُساح حيث تنمو عظامه بشكل مشوه غير طبيعي، وتصبح جمجمة الطفل نفسها لينة وتصبح حركة الطفل بطيئة. كما يؤدي نقص فيتامين (دال) إلى تفاقم هشاشة العظام.
ما هي أعراض نقص فيتامين (دال)؟
يصعب عادة التعرف على نقص فيتامين (دال) لدى البالغين ولكن عادة يكون في صورة:
- حالة من الخمول.
- الشعور بألم العظام وغالباً يكون في الظهر.
- ضعف العضلات والشعور بألم فيها والتعرض لتشنجات كثيرة.
- حدوث تغيّرات جذرية في المزاج مثل الإصابة بحالة من الاكتئاب.
للمزيد من المعلومات اقرأ: أعراض نقص فيتامين (د)
ما هي أسباب نقص فيتامين (د) في الجسم؟
هناك أسباب أخرى غير التي ذكرناها بالفعل للإصابة بنقص فيتامين (د) مثل:
- التليّف الكيسي (Cystic fibrosis) أو داء كرون أو الداء البطني (السيلياك)_ (Celiac): فكل هذه الأمراض تعيق امتصاص كمية كافية من فيتامين (د) من الأمعاء.
- جراحات السمنة: جراحات السمنة التي يُزال فيها جزء من الأمعاء تكون عائقاً صعباً حيث تمنع امتصاص كمية كافية من المواد المغذية والفيتامينات والمعادن التي يحتاج الجسم إليها. وعلى المريض الحصول على فيتامين D في شكل مكملات غذائية بحذر تحت إشراف الطبيب.
- السمنة: يرتبط في بعض الأحيان نقص فيتامين دال بزيادة وزن الجسم، حيث تعوق الخلايا الدهنية تحرر الكالسيوم. وعلى المصابين بالسمنة أخذ جرعات أكبر من مكملات فيتامين d الغذائية ليحافظوا على النسبة الطبيعية من الفيتامين في الجسم.
- أمراض الكلى والكبد: فهذه الأمراض تقلل كمية الإنزيم اللازم لتحويل فيتامين دال إلى مادة يستطيع الجسم امتصاصها.
- التقدم في العمر: كلّما إزداد عمر الإنسان تقل قدرة جلده على صنع فيتامين دال.
- قلة الحركة: ويحدث ذلك مع الأشخاص الذين يبقون في منازلهم وقلّما يخرجون ويتعرضون لأشعة الشمس.
- لون البشرة: قدرة البشرة الداكنة على امتصاص أشعة الشمس أقل بكثير من البشرة فاتحة اللون.
هل ارتفاع نسبة فيتامين (د) يشكل خطراً على الجسم؟
ارتفاع نسبة فيتامين (D) هو شيء نادر ولكنه يحدث عادة من خلال زيادة جرعات المكملات الغذائية وليس من خلال الطعام أو التعرض لأشعة الشمس، وتكون تلك الزيادة عبارة عن تراكم الكالسيوم على العظام وزيادة تركيزه في الدم. ويمكن معرفة ارتفاع نسبة فيتامين د من خلال الأعراض التالية:
- الغثيان والتقيؤ.
- حالة من الضعف العام.
- التبول بشكل متكرر.
وقد تتفاقم الحالة فنجد ألم في العظام أو مشاكل في الكُلى مثل تكوّن حصوات الكالسيوم.
لذا عليك يا عزيزي القارئ الخضوع لتحليل لفحص نسب فيتامين دال لتطمئن على حالك، ولا تنسى استشارة طبيبك قبل تناول أيّ مكملات غذائية.
اقرأ أيضاً: 7 اسباب تجعلك تتناول المكملات الغذائية