ما هي أهم فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي؟ لطالما عانى ويعاني الكثيرون بعض الأعراض المعوية والتي عادةً ما تحدث معًا، مثل: تقلصات، وألم البطن المزمن والمصحوب ببعض التغيرات في الجهاز الهضمي، حيث يفقد المرء شهيته، ويعاني من الانتفاخات، والغازات، ويتبادل الإمساك المزمن مع الإسهال المزمن، وهذا بالإضافة إلى زيادة معدلات التوتر والقلق. تُعرف تلك الحالة بـ متلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome).
تُعد متلازمة القولون العصبي أحد أكثر أمراض الجهاز الهضمي المزمنة شيوعًا والتي تؤثر على الأمعاء الغليظة. تُصيب متلازمة القولون العصبي الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، كما تُصيب النساء 3 مرات أكثر من الرجال.
محتويات المقال
ما هي أسباب متلازمة القولون العصبي؟
لم يتمكن الأطباء من معرفة سبب متلازمة القولون العصبي، ولكن اقترح بعض الباحثين عدة أسباب قد تساهم في تفاقم الأعراض.
وتشمل تلك الأسباب الآتي:
- العوامل الوراثية.
- العوامل البيئية، مثل: التوتر، والقلق، والإجهاد النفسي.
- اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل: سوء الهضم والامتصاص.
- تغيرات في حركية الجهاز الهضمي.
- الالتهابات والعدوى.
- النمو الزائد للبكتيريا في الأمعاء.
- التفاعلات بين الدماغ والأمعاء.
- التحسس من بعض الأطعمة (حساسية القولون).
في الآونة الأخيرة، ذاع صيت استخدام البروبيوتيك للقولون العصبي. ترى هل تجدي نفعًا؟
إليك في تلك المقالة أهم فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي.
ما هي البروبيوتيك (البكتيريا النافعة للأمعاء)؟
تُعد البروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotics) كائنات دقيقة حية، تشمل كل من البكتيريا والخمائر، تساهم في دعم الجهاز المناعي والحفاظ على توازن البكتيريا الطبيعية الموجودة في الأمعاء الغليظة حتي يعمل جسم الإنسان على النحو الأمثل، وبالتالي يتمكن من هضم وامتصاص الطعام، وتدمير الخلايا المسببة للأمراض، ومنع تطور الالتهابات.
يمكن تناول البروبيوتيك في المكملات الغذائية أو الحصول عليها بشكل طبيعي من الأطعمة المخمرة، مثل: الزبادي، والكيمتشي (طعام كوري)، ومخلل الملفوف، ودقيق الشوفان، البصل، والموز، نبات الهليون، والخرشوف.
أمثلة لسلالات البروبيوتيك
أولاً: سلالات Lactobacillus والتي تشمل الآتي:
- الملبنة الحمضية (L. acidophilus).
- الملبنة العصية (L. plantarum).
- الملبنة المجبنة (L. casei).
ثانياً: سلالات Bifidobacterium والتي تشمل الآتي:
- B. infantis.
- B. longum.
- B. bifidum.
ما هي فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي؟
ما زال النقاش قائمًا حول فوائد البروبيوتيك للقولون العصبي، ولكن تتفق العديد من الأبحاث على شيء واحد على الأقل، وهو أن البروبيوتيك ليست ضارة.
حققت عدة أبحاث فيما يخص كيفية استخدام البروبيوتيك للتحكم في أعراض متلازمة القولون العصبي، نظرًا لأن بعض الأدوية المستخدمة في علاج أعراض متلازمة القولون العصبي قد تُلحق الضرر بالبكتيريا السليمة التي تعيش بالفعل في الأمعاء والتي تُعرف بالنبيت الطبيعي أو فلورا الأمعاء (بالإنجليزية: Normal Flora)، وهي خط دفاع الجهاز الهضمي ضد سلالات البكتيريا الضارة.
وجد الباحثون أنه من الصعب إجراء مقارنات بين الأنواع المعروفة من البكتيريا في الأمعاء، والتي تقدّر بحوالي ألف نوع أو أكثر من ذلك. كما لا يزال يتعين على الباحثين أيضًا تحديد جميع أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء.
كما لاحظ الباحثون اختلاف توازن البكتيريا في أمعاء الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي عن الأشخاص غير المصابين، وليس من الواضح ما إذا كان ذلك الخلل هو المتسبب في أعراض متلازمة القولون العصبي أو إذا كانت تلك الأعراض تؤدي إلى اختلال التوازن!
ارتبطت أعراض متلازمة القولون العصبي ببعض التغيرات في فلورا الأمعاء، حيث يمتلك الأشخاص الذين يعانون متلازمة القولون العصبي كميات قليلة من سلالتي لاكتوباسيلوس (Lactobacillus) وبيفيدوباكتيريا (Bifidobacterium). بينما تزداد لديهم مستويات بعض السلالات البكتيرية الضارة، مثل: سلالة العقدية (Streptococcus)، وسلالة الإشريكية القولونية (E. coli)، وسلالة المطثية (Clostridium).
ونتيجة لذلك يعاني مريض متلازمة القولون العصبي زيادة الالتهابات، والحساسية للغازات في الأمعاء، وضعف وظيفة الجهاز المناعي، مع تغيرات في حركية الجهاز الهضمي.
ولذلك؛ اقترح الباحثون عدة نظريات مختلفة تفسر آلية عمل البروبيوتيك لتخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي بشكل عام، فقد يساعد تناول مكملات البروبيوتيك في تخفيف حدة الأعراض بعدة طرق مختلفة، منها:
- قمع نمو البكتيريا الضارة.
- تعزيز وظيفة ونشاط الجهاز المناعي.
- تحسين قدرة الأمعاء على معالجة الأطعمة التي يصعب هضمها.
- امتصاص العناصر الغذائية المهمة.
- إبطاء حركة الجهاز الهضمي، وخاصة الأمعاء.
- تقليل إنتاج الغازات عن طريق استعادة توازن فلورا الأمعاء.
- تقليل حساسية القناة الهضمية للغازات المتراكمة.
- القضاء على فرط نمو البكتيريا المعوية الدقيقة.
- مكافحة الالتهابات والأمراض.
- تخفيف آلام البطن والانتفاخات عن طريق التأثير على المستقبلات العصبية الموجودة في بطانة الأمعاء.
- تقوية بطانة الأمعاء.
- تقليل نفاذية الأمعاء للوقاية من متلازمة تسرب الأمعاء (بالإنجليزية: Leaky Gut Syndrome).
وعلى الرغم من أن النظريات والأدلة المتعلقة باستخدام البروبيوتيك في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي مقنعة، إلا أنه من الضروري ملاحظة أن تلك النظريات غير معتمدة رسميًا من قبل الأطباء، كما لم توافق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على مكملات البروبيوتيك كعلاج فعال لمتلازمة القولون العصبي؛ نظرًا لقلة الأدلة.
كما تشير بعض الدراسات السريرية الصادرة عن الجمعية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي لعام 2020 إلى أن استخدام البروبيوتيك في الأطفال والبالغين موصى به في سياق التجارب السريرية فقط.
هل للبروبيوتيك آثار جانبية على صحتك؟
لم يعانِ معظم الأشخاص الذين تناولوا مكملات البروبيوتيك من أية آثار جانبية خطيرة، وهذا لا يعني أنها مناسبة للجميع.
بالرغم من فوائد البروبيوتيك العديدة للقولون العصبي؛ قد يؤدي تناول مكملات البروبيوتيك إلى تفاقم الأعراض لدى بعض الأشخاص، سواء كانوا بالفعل يعانون متلازمة القولون العصبي أم لا، ومن أمثلة تلك الآثار الجانبية ما يلي:
- الغازات والانتفاخات في الأسابيع القليلة الأولى من تناول مكملات البروبيوتيك.
- ردود فعل لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الصحية، أو الحساسية الغذائية، أو ضعف الجهاز المناعي.
لذلك؛ إذا كنت مصابًا بمتلازمة القولون العصبي، فهناك العديد من المكملات والأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك ذات الفوائد الإيجابية مع الحد الأدنى من المخاطر والآثار الجانبية. ولكن، لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتقوية تلك النظريات.
لابد من استشارة الطبيب قبل تجربة مكملات البروبيوتيك أو إضافة الأطعمة المخمرة إلى النظام الغذائي. خاصة إذا كنت تعاني حالة صحية معينة، كما هو الحال مع أي منتج آخر يمكن الحصول عليه بدون وصفة طبية من قبل الطبيب المختص.