تعد الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinuses) هي تلك التجاويف الهوائية التي تقع على جانبي الأنف، وخلف الجبهة، وعظام الوجنتين، وبين العينين. تبطن الجيوب الأنفية بغشاء يسمى الغشاء المخاطي المسؤول عن إنتاج السائل المخاطي، وهو سائل رقيق يُساهم في التقاط الجراثيم، والأتربة، والجزيئات الغريبة الأخرى بعيدًا عن الجسم. قد تتسبب نزلات البرد والحساسية في زيادة إنتاج السائل المخاطي أو يصبح السائل المخاطي سميكًا بعض الشيء، مما يؤدي إلى تراكم البكتيريا والجراثيم في تجاويف الجيوب الأنفية، فتتورم وتنتفخ تلك التجاويف، ومن ثَم يصاب الشخص بعدوى بكتيرية أو فيروسية. ترى هل يمكن علاج التهاب الجيوب الانفية المزمن بالاعشاب؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
محتويات المقال
أنواع التهاب الجيوب الأنفية
- التهاب الجيوب الأنفية الحاد
عادةً ما تكون أعراضه شبيهة بأعراض نزلات البرد، مثل: سيلان وانسداد الأنف، والسعال، والتهاب الحلق، وآلام الوجه.
يستمر التهاب الجيوب الأنفية الحاد الناتج عن عدوى فيروسية من أسبوع إلى أسبوعين، وفي بعض الأحيان قد يصل إلى 4 أسابيع في حالة الإصابة بعدوى بكتيرية.
- التهاب الجيوب الأنفية ما دون الحاد
تستمر أعراض التهاب الجيوب الأنفية ما دون الحاد لمدة تصل إلى 3 أشهر، وعادةً ما يكون مصاحبًا للحساسية الموسمية.
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن
يعاني المريض من نفس أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد، ولكن تستمر الأعراض لفترة قد تزيد عن 3 أشهر. وعادةً ما يكون التهاب الجيوب الأنفية المُزمن مصاحبًا للحساسية المُزمنة أو المشاكل الهيكلية داخل الأنف.
علاج التهاب الجيوب الانفية المزمن بالاعشاب
على الرغم من التطورات الطبية والتكنولوجية في العصر الحديث، إلا أن الطلب العالمي على العلاجات العشبية آخذ في الازدياد بشكل كبير.
تعد العلاجات المنزلية العشبية أحد الحلول الآمنة والفعالة في الوقاية من التهاب الجيوب الأنفية وكذلك توفير نتائج علاجية طويلة الأمد، خاصة لأولئك الأشخاص ممن يعانون من التهاب الجيوب الأنفية المزمن.
حيث يفضل الكثيرون استخدام الأعشاب والعلاجات الطبيعية ميسورة التكلفة؛ لتجنب الآثار الجانبية المصاحبة للأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل: دواء الأسيتامينوفين أو أدوية مزيلات الاحتقان والمخاط.
ومن أمثلة تلك الأعشاب ما يلي:
1- شاي نبتة الإكيناسيا (بالإنجليزية: Echinacea)
يعد شاي نبتة الإكيناسيا (أو المعروفة بـ زهرة القمح) فعالًا في تعزيز الجهاز المناعي، ومحاربة الالتهابات سواء البكتيرية أو الفيروسية، وتقليل الألم الناجم عن التهاب الجيوب الأنفية.
2- شاي الزنجبيل
يشتهر الزنجبيل منذ القدم بخواصه المضادة للالتهابات لعلاج أعراض عدوى الجيوب الأنفية. يحتوي شاي الزنجبيل على مادة جينجيرول المضادة للالتهاب والتي تساهم في تهدئة التهاب الأغشية المخاطية والقضاء على التهاب الجيوب الأنفية.
3- مستخلص بذور الحمضيات (الجريب فروت)
يُعد مستخلص بذور الجريب فروت مضادًا حيويًا طبيعيًا وفعالًا في محاربة كل من الفيروسات، والفطريات، والبكتيريا دون أي آثار جانبية، كما يُساهم في علاج جميع أنواع التهاب الجيوب الأنفية. يمكن إضافة بضعة قطرات من مستخلص بذور الحمضيات إلى الماء المغلي واستنشاق البخار؛ لتخفيف الاحتقان وتجنب الإصابة بالعدوى.
كما ينبغي عدم إضافة الكثير من مستخلص بذور الجريب فروت؛ لتجنب تهيج الجيوب الأنفية.
4- خل التفاح
وصفه أبو الطب “أبقراط” لعلاج نزلات البرد قديمًا، حيث يحتوي خل التفاح على حمض الخليك الذي يساهم في قتل البكتيريا الضارة، بينما يعزز نمو البكتيريا النافعة.
ينصح بتناول كوب من الماء الساخن مع ملعقتين أو 3 ملاعق كبيرة من خل التفاح 3 مرات يوميًا، ثم خلطه مع العسل والليمون حسب الرغبة. أو تناول ملعقة صغيرة من خل التفاح 3 مرات يوميًا؛ لتفتيت المخاط المفرط، وتخفيف احتقان الأنف، وضغط الجيوب الأنفية، وتنظيف الممرات الأنفية، وتوفير الراحة، وكذلك تعزيز الجهاز المناعي.
5- الثوم
يُعد الثوم أحد أقوى العلاجات الطبيعية الفعالة في علاج العديد من الأمراض المختلفة، منها: التهابات الجهاز التنفسي العلوي على سبيل المثال.
يحتوي الثوم على مادة الأليسين (بالإنجليزية: Allicin) ذات خصائص مضادة للفيروسات، والبكتيريا، والفطريات مما يجعله علاجًا فعالًا لجميع أنواع التهاب الجيوب الأنفية. وينصح بتناول الثوم نيئًا للحفاظ على مكوناته الفعالة.
6- عشبة خاتم الذهب (بالإنجليزية: Goldenseal)
تعد عشبة خاتم الذهب ذات خصائص مضادة للميكروبات (تثبيط حركة الكائنات الحية الدقيقة) وفعالة في تهدئة التهابات الأغشية المخاطية، والجيوب الأنفية، والفم، والحلق.
7- عشبة القضبان الذهبية (بالإنجليزية: Goldenrod)
تساهم عشبة القضبان الذهبية في تقوية الأغشية المخاطية.
8- جذور العرقسوس
تحتوي جذور العرقسوس على مادة الجليسريزين (بالإنجليزية: Glycerrhizin ) وحمض الجلسرين، وتساعد في الوقاية من التهابات الأغشية المخاطية، وعلاج تهيج والتهاب الجيوب الأنفية، ومضاد للسعال.
9- استنشاق بخار الزيوت العطرية
وجد أن وضع بضعة قطرات من الزيوت العطرية إلى الماء الساخن (تلتصق قطرات الزيت بقطرات الماء) ثم استنشاق البخار. يساهم ذلك في تخفيف ضغط الجيوب الأنفية ومحاربة العدوى عن طريق إزالة احتقان الأنف.
وقد يُساهم وضع منشفة دافئة على الجزء السفلي من الجبهة وعظام الوجنتين في تخفيف الاحتقان أيضًا. حيث يساعد درجات الحرارة المتباينة في تحريك المخاط عبر الجيوب الأنفية.
ومن أمثلة تلك الزيوت العطرية ما يلي:
- المنثول المستخلص من زيت النعناع.
- زيت شجرة الشاي.
- مستخلص زيت إكليل الجبل أو المعروف بـ “الروزماري”.
- زيت الزعتر.
- خلاصة زيت الأوريجانو أو المعروف بـ “المردقوش”، مضاد لكل من الجراثيم والفطريات.
- زيت الكافور، لتنقية الهواء وتفتيت السائل المخاطي.
10- مادة كيرسيتين (بالإنجليزية: Quercetin)
تساهم مادة كيرسيتين في منع إفراز مادة الهيستامين ومن ثَم تقليل إنتاج السائل المخاطي في الجيوب الأنفية.
تتوفر مادة كيرسيتين في كل من:
- البصل.
- التفاح.
- الشاي الأخضر.
وينصح بتناول 400 إلى 500 مجم من مادة كيرسيتين 3 مرات يوميًا لعلاج التهاب الجيوب الأنفية.
11- فيتامين ج (Vitamin C)
يعد فيتامين ج ضروريًا لصحة الجهاز المناعي وحماية خلايا الجسم من أضرار الجذور الحرة التي توجد في الهواء الملوث، والدخان، والسجائر التي قد تؤدي إلى تهيج والتهاب الجيوب الأنفية.
يتوفر فيتامين ج في الأطعمة الآتية:
- البرتقال.
- الليمون.
- الفلفل.
- الفراولة.
- البروكلي.
- البطاطا.
للمزيد اقرأ: 10 فوائد يمنحها فيتامين سي (ج) لجسمك
12- البهارات اللاذعة
تعد البهارات اللاذعة ذات خواص مضادة للاتهابات والبكتيريا. حيث تساهم في تنشيط الدورة الدموية، وفتح الممرات الأنفية، وتصريف المخاط السميك والمحتقن في الجيوب الأنفية.
ومن أمثلة تلك البهارات ما يلي:
- الفلفل الحار أو فلفل كايين (بالإنجليزية: Cayenne Pepper).
- الكمون.
- الحبهان.
تحمص بذور تلك البهارات، وتطحن جيدًا، ثم يضاف العسل حسب الرغبة. وينصح بتناول ملعقة صغيرة من هذا الخليط يوميًا؛ لعلاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن. كما يمكن خلط فلفل كايين مع كل من خل التفاح وعصير الليمون لتكوين خليط لإذابة السائل المخاطي.
وعلى الرغم من أن البهارات اللاذعة ليست علاجًا. إلا أنها تسهل الشفاء عن طريق المساعدة في القضاء على المخاط الذي يطيل مدة العدوى.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين الزكام والانفلونزا؟ وكيف يمكن التمييز بينهما؟