تعاني بعض صديقاتي من أعراض مختلفة وتزيد في أوقات محددة من العام مثل آلام الأنف وما بين العينين، واحتقان الأنف، وصعوبة التنفس، وأيضًا آلام الأسنان العلوية والصداع. وهذه الأعراض ليست مقتصرة فقط عليهن، بل يعاني منها كل أصحاب إلتهاب الجيوب الأنفية. أصحاب التهاب الجيوب الأنفية يعانون كثيرًا إثر هذا المرض؛ حيث يُمنعون من كثير من الأنشطة الطبيعية مثل السفر بالطيران؛ حيث يزيد ذلك من ضغط الجيوب الأنفية، بالإضافة إلى ممارسة السباحة؛ لأن مادة الكلور الموجودة فى حمامات السباحة تسبب هيجان الممرات التنفسية، وأيضًا ممارسة الرياضة العادية قد تكون خطرة لأنهم قد يعانون من الدوار وفقدان الاتزان أثناء الممارسة. وفي المقال التالي سنتعرف على ماهية التهاب الجيوب الأنفية، وما هي طرق علاج التهاب الجيوب الأنفية، ومضاعفاتها.
محتويات المقال
ما هو التهاب الجيوب الأنفية؟
الجيوب الأنفية هى مساحات هوائية فى جمجمة الإنسان مبطنة بأغشية مخاطية وتنقسم إلى جيبين هوائيين في الجبهة فوق العينين وجيب هوائي داخل كل عظام وجنة. والجيوب الهوائية صفة تميز بين إنسان وآخر كبصمة الإصبع؛ حيث أن بعض الأشخاص ليس لديهم جيوب هوائية أمامية أو ربما يملكون واحداً فقط.
يكمن التهاب الجيوب الأنفية في إلتهاب الأغشية المخاطية المبطنة لها، فتتكون أهداب صغيرة تحرك المخاط من خلال الأغشية إلى الخارج، وتتصل تجاويف الجيوب الأنفية بالأنف مما يسمح بتبادل الهواء والمخاط.
لماذا نُصاب بالتهاب الجيوب الأنفية؟
هناك عدة أسباب مختلفة للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية يمكن تصنيفها استنادًا على نوع التهاب الجيوب الأنفية، و أشهر نوعين هما:
التهاب الجيوب الأنفية الحاد
فى هذه الحالة يكون سبب الإصابة عدوى بكتيرية كنزلات البرد أو الانفلونزا وغالبًا ما يزول الإلتهاب بزوال نزلة البرد.
التهاب الجيوب الأنفية المزمن
يمكن لكثير من الأسباب التسبب فى هذه الحالة مثل:
- الزوائد اللحمية التي تنمو داخل الأنف وتصعب من عملية التنفس وتسد الجيوب الأنفية.
- الحساسية و بالأخص الحساسية البيئة (مثل: حبوب اللقاح أو المواد الكيميائية) وأيضًا حمى القش.
- الحاجز المنحرف وهو جدار غير مستوي من الأنسجة يعمل على حد تدفق الهواء في إحدى فتحتي الأنف أو كليهما.
- إلتهابات الجهاز التنفسي والتي تضم إلتهاب الأنف أو القصبة الهوائية أو الرئتين بالفيروسات أو البكتيريا؛ مما يؤدي إلي صعوبة تصريف المخاط من الأنف.
- فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) وهو فيروس يضعف المناعة البشرية لدي الإنسان و يجعله أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.
- مرض الربو وهى حالة إلتهاب مزمنة في الممرات الهوائية.
- مرض الجزر المعدي المريئي (GERD) وهو مرض يصيب الجهاز الهضمي.
- التليف الكيسي، حالة يتراكم فيها المخاط في الجسم.
وفي حالة التهاب الجيوب الأنفية المزمن يصاب المريض به من أربع إلي ست نوبات سنويًا.
هل يمكن لنوبات التهاب الجيوب الأنفية التي يستخف بها الكثير أن تسبب مضاعفات؟
نعم، هناك بعض المضاعفات النادرة المحتمل حدوثها بسبب التهاب الجيوب الأنفية وهي كالتالي:
- يمكن أن تمر عدوى الجيوب الأنفية عبر العضام فتصيب بطانة الدماغ أو الدماغ نفسه مسببة ما يُسمى التهاب السحايا والتهاب الحبل الشوكي.
- يمكن إنتشار العدوى إلى محجر العين مما قد يؤدي إلى مشاكل في الإبصار أو العمى.
- شدة نوبات الربو.
- فقدان حاسة الشم والتذوق (ولكنه أمر مؤقت يزول مع زوال الإلتهاب).
ماذا يمكننا أن نفعل لتجنب الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية؟
للأسف الشديد لا يمكننا منع الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، لكن يمكننا إتباع بعض الخطوات التي تقلل من الإصابة مثل:
- الحفاظ على رطوبة الجيوب الأنفية.
- تجنب البيئات أو الأماكن ذات الجفاف العالي.
- تجنب التعرض لروائح تتسبب فى هيجان الجيوب الأنفية كدخان السجائر أو الروائح الكيميائية القوية.
- معالجة الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية.
- تناول أطعمة مقوية للمناعة.
للمزيد اقرأ: ما هي الأطعمة المقوية للمناعة؟
كيف يمكننا علاج التهاب الجيوب الأنفية طبيًا؟
تعتمد فعالية علاج التهاب الجيوب الأنفية وسرعة مفعوله على التشخيص الجيد، لذلك ننصح بالاستعانة بطبيب جيد. ويعتمد نوع علاج التهاب الجيوب الأنفية على الأسباب حيث:
- في حالة التهاب الجيوب الأنفية الحاد أو البكتيري يستجيب المريض للعلاج بالمضادات الحيوية و تنتهي النوبة في غضون أيام.
- كما نستخدم بخاخات الستيرويد الأنفية أو محلول ملحي أو بخاخات لطيفة لتقليل الانسداد.
- في حالة التهاب الجيوب الأنفية المزمن الناتج عن الحساسية نستخدم مضادات الهيستامين.
- أيضًا نستخدم مضادات الاحتقان للحد من احتقان الأنف.
- لعلاج آلام الرأس والوجه يُستخدم الاسيتامينوفين أو الباراسيتامول أو الايبوبروفين.
طرق علاج يمكن الاستعانة بها في المنزل:
- استخدام محلول معقم أو ماء مقطر لتنظيف الجزء الداخلي من الأنف.
- الكمادات الدافئة على الوجه تخفف من ضغط الجيوب الأنفية وتخفف الآلام، واستنشاق البخار الساخن يفتح الممرات المسدودة في الأنف.
- الاستحمام بالماء الساخن يساعد على تفكيك المخاط.
- الحفاظ على رطوبة الجسم ورطوبة الجيوب الأنفية، من خلال شرب الكثير من السوائل كالمشروبات الساخنة (يفضل تجنب المشروبات الكحولية لأنها يمكن أن تتسبب في تورم الجيوب الأنفية وبطانة الأنف).
للمزيد اقرأ: علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن بالاعشاب | هل تفي العلاجات المنزلية بالغرض؟
علاج التهاب الجيوب الأنفية بواسطة الجراحة:
في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج، يضطر الأطباء إلى طرق علاج التهاب الجيوب الأنفية جراحياً مثل:
- إزالة النسيج الغداني الذي يوجد خلف الأذن وبالرغم من كونه لا يسد الجيوب الأنفية بشكل مباشر، إلا أن عدوى النسيج الغداني التي تسمى إلتهاب الغدانية والتي تسبب كثير من الأعراض المشابهه لأعراض التهاب الجيوب الأنفية مثل: سيلان الأنف وانسداده ورائحة الفم الكريهة والسعال والصداع.
- جراحة الجيوب الأنفية الوظيفية بالمنظار (FESS) عن طريق منظار عبارة عن أنبوب قابل للانحناء لإزالة الفطريات أو الأورام الحميدة أو الأنسجة التالفة من الجيوب الأنفية لتحسين تصريف المخاط.
التهاب الجيوب الأنفية من الأمراض المنتشرة حيث أثبتت دراسات تمت مؤخراً أن أكثر من 30 مليون أمريكي يعانون من التهاب الجيوب الأنفية بنوع ما، لذا ننصح بالاهتمام بالوقاية.
ما هي مضاعفات علاج التهاب الجيوب الأنفية؟
بعض أدوية علاج التهاب الجيوب الأنفية لها بعض الآثار الجانبية منها:
- الغثيان واضطراب المعدة.
- التقيؤ والإسهال.
- بعض الأشخاص يعانون من حساسية ضد أنواع معينة من المضادات الحيوية.
اقرأ أيضاً: التهاب الجيوب الأنفية المزمن وضيق التنفس | معركتي التي لا تنتهي!!