عرق النسا أو (sciatica) هو مرض ينشأ بسبب نمو عظام زائدة على الفقرات الأخيرة من العمود الفقري مما يسبب التهاب في العصب المسمى بعرق النسا.
يتسبب ذلك في الشعور بالألم يصفه المريض كصاعق كهربائي أو حرقة بطول الساق في جانب واحد من الجسم مع ألم متزايد فى أسفل الظهر. لا يعد عرق النسا من الأمراض المثيرة للقلق، فبعض تمارين العلاج الطبيعي والأدوية مع تغيير في أسلوب الحياة كفيل بالقضاء عليه.
محتويات المقال
عوامل الخطر المسببة لعرق النسا
- السن
يعد التقدم من السن من العوامل التي تؤثر على الحبل الشوكي وتزيد من فرص الإصابة بعرق النسا.
- السمنة
بجانب الأضرار الصحية العديدة التي تخلفها السمنة على الجسم كله، كلما زاد الوزن، كلما زاد الضغط علي العضلات والعمود الفقري، ويكون بمثابة ناقوس خطر للإصابة بالتهابات عرق النسا.
- طبيعة العمل
أولئك الذين تحتم عليهم ظروف العمل الجلوس لساعات طويلة على مدار اليوم، ولا يتضمن يومهم ممارسة الرياضة والحركة بكثرة، يكونون عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بعرق النسا.
كذلك فإن حمل أشياء ثقيلة والوقوف لساعات طويلة تضر بالحبل الشوكي وتسبب التهابات في الأعصاب.
- داء السكري
يؤثر داء السكري على وصول الدم للعديد من الأجزاء في الجسم، لذلك فإن ضعف وصول الدم للأعصاب يؤدي للكثير من الالتهابات بها. كذلك فإن السكري يسبب الشعور بالتنميل والحرقة في الساق لذا قد تتشابه أعراضه مع عرق النسا.
إذا كنتِ مريضة بالسكري، لا تترددي في استشارة الطبيب المعالج لتشخيص الألم الذي تعاني منه إن كان عرضا السكري أو التهابات في عرق النسا.
هل يصيب عرق النسا الرجال أيضاً؟
على عكس ما يوحي به الإسم فيظن البعض أنه مرضاً خاصاً بالنساء فقط، فقد وجد الباحثون أن الرجال يصابون أيضاً بعرق النسا، بل وجدوا أنهم يصابون بنسبة أكبر من النساء بنسبة تصل إلى ثلاث اضعاف.
يمكن أن يصيب عرق النسا الرجال في أي عمر لكنه يصيب الرجال غالباً الذين تتراوح أعمارهم ما بين الأربعين والخمسين ربيعاً.
عرق النسا والحامل
يعد عرق النسا عرضاً شائعاً خلال فترة الحمل، حيث يشكل وزن الجنين المتزايد عبئاً على العمود الفقري ويسبب آلام في الظهر والرجلين والتهاب العصب النسوي مما ينتج عنه بعض الأعراض مثل:
- تنميل وألم في الجزء السفلي من الظهر.
- ألم وشعور بالحرقة بطول الساق.
- تكرار التبول بمعدل كبير مع صعوبة في التحكم في البول.
بعض النصائح لتخفيف آلام عرق النسا للحوامل
- يمكن استخدام قرب المياه الساخنة ووضعها على الجزء السفلي من الظهر لتخفيف الألم.
- الخضوع لجلسات المساج والتدليك علي يد متخصصين المساج للحوامل من شأنه أن يقلل التهاب الأعصاب ويساهم في استرخاء العضلات.
- الابتعاد عن الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة ويمكن تغيير وضع الجسم كل فترة.
- إذا فشلت كل تلك النصائح، يمكن استشارة الطبيب المختص لوصف بعض مضادات الالتهاب والمسكنات بما لا يضر الجنين.
طرق تشخيص عرق النسا
في البداية سيسألك الطبيب بعض الاسئلة عن أسلوب الحياة الذي تتبعه وعدد مرات النشاط الرياضي الذي تمارسه أسبوعياً وعن طبيعة النظام الغذائي الذي تتبعه في حميتك الغذائية، بعدها يمكن للطبيب أن يطلب منك الاشارة إلى مكان الألم تحديداً في الساق والظهر وربما يطلب منك المشي لبعض الخطوات أو ثني الركبة والضغط على مواضع محددة في الظهر وسؤالك إن كنت تشعر بألم متزايد أم لا.
هناك بعض الأشعة التشخيصية المستخدمة في تشخيص حالات عرق النسا كذلك مثل:
- الأشعة السينية (x- ray)
تكشف الأشعة السينية الصورة الداخلية للعظام وتساعد على التشخيص إن كان النمو الزائد للعظام هو سبب الإصابة بعرق النسا.
- أشعة مقطعية (CT- scan)
من خلال حقن الحبل الشوكي بنوع من الصبغات الطبية، يستطيع الطبيب رؤية شكل الأعصاب تفصيلياً.
- مخطط كهربية العضل (electromyography)
يقيس هذا الاختبار كهربية الأعصاب ومدى سلامتها واستجابة العضلات.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
يكشف هذا الاختبار حالة العظام والأنسجة بشكل تفصيلي.
عرق النسا وعلاجه
ينقسم العلاج في عرق النسا إلى خيارين، الخيار الأول يتضمن الحلول غير الجراحية، وهو يشمل العلاج الطبيعي والعلاج بالأدوية.
بينما يشمل الخيار الثاني العلاج بالجراحة وهو يتضمن عدة أنواع من الجراحات. في معظم الحالات لا يحتاج المريض للخضوع لجراحة.
1. العلاج الطبيعي
للعلاج الطبيعي دور كبير في علاج عرق النسا، فيمكن للطبيب الفيزيائي شرح لك بعض التمارين بتمارين التمدد لمساعدتك على الاستشفاء، وتمارين اليوجا.
قرب الماء الساخن عدة مرات يومياً على أسفل الظهر خياراً رائعاً كذلك يساعدك على الاسترخاء.
يمكنك كذلك الاستعانة بالعلاج بالإبر (acupuncture) الذي يقوم فيه الطبيب بإدخال إبرة رفيعة في أماكن محددة في الظهر.
يوجد كذلك طريقة في العلاج تسمى تقويم العمود الفقري يدوياً (chiropractic) ويقوم فيها المختص بتصليح اعوجاج الفقرات يدوياً وهي طريقة آمنة وبسيطة.
لا نغفل أيضاً عن ممارسة المشي الخفيف يومياً تحت اشراف الطبيب وتبعاً للحالة الصحية.
2. العلاج بالأدوية
كثير من المرضي يظهر عليهم التحسن الفوري بمجرد الخضوع للعلاج الطبيعي والراحة التامة مع بعض المسكنات. يمكن للمريض تحت إشراف الطبيب استخدام بعض المضادات للالتهاب اللاستيرويدية مثل البروفين والأسبرين.
في حالة استمرار الألم وعدم ظهور تحسن يمكن للطبيب وصف بعض الأدوية ذات التأثير المسكن للألم الأقوى مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات الصرع. هناك نوع من مشتقات المورفين يمكن استخدامه عن طريق الحقن في العصب لتخفيف الألم.
3. العلاج الجراحي
يجب اللجوء للجراحة في حالة فشل الطرق غير الجراحية في العلاج. تعتمد استراتيجية العلاج بالجراحة تعديل شكل العظام بالعمود الفقري وإزالة الضغط عن العصب.
