قد يرتجف قلبك عند سماع أحد المتخصصين يتحدث عن سرطان الخصية والعقم عند الرجال، لم يكن ذلك من فراغ وإنما هو نتيجة لعدم الوعي الكافي بمثل هذه الموضوعات الهامة التي تتناول صحة الإنسان.
من خلال هذا المقال سوف نتطرق للحديث عن كافة جوانب سرطان الخصية التي تخص الرجال بالإضافة إلى طرق الوقاية منها وأيضًا وسائل العلاج المختلفة.
محتويات المقال
شكل سرطان الخصية بالصور
قبل الحديث عن شكل وملمس سرطان الخصية دعونا نتعرف أولًا على المعنى الحقيقي لكلمة سرطان الخصية والذي يجهله الكثير، فهو عبارة عن نمو خلايا العضو بشكل غير طبيعي يجعل الأنسجة تكبر في الحجم بصورة ملحوظة للجميع في باديء الأمر لتبدأ بعدها في الانتشار إلى المناطق القريبة بطريقة تعمل على تضخم الغدد الليمفاوية التابعة لهذه المناطق، تلك المرحلة يخاف منها الأطباء لأنها تعتبر الدليل الواضح على تقدم المرض وتمكنه من جسم الإنسان.
سرطان الخصية لم يعد كغيره من السرطانات المخيفة التي تفقد الإنسان الأمل في العلاج، وبوجه عام تنحصر عدد الإصابات على فئة معينة من الذكور يتراوح عمرها بين 15 وحتى 40 عامًا، والتي تعتبر الفئة الأكثر خصوبة.
التعرف على شكل النسيج بالعين المجردة هي إحدى الطرق التي يعتمد عليها الأطباء في التشخيص المبدئي، ليتم بعدها التأكيد بالتحاليل وربما بالمكروسكوبات.
ويظهر نسيج سرطان الخصية كالتالي:
- كتلة صلبة غير متجانسة تشمل الخصيتين أو جزء منهما.
- تأخذ اللون الوردي الفاتح.
- تظهر بعض التغيرات التي تعبر عن الورم مثل: النزيف الحاد، وتآكل الأنسجة الحية بوجه عام يعقبه حدوث بعض الترسبات.
- تظهر التصبغات الداكنة في بعض المناطق.
أعراض سرطان الخصية
كيف تعرف أنك مصاب بسرطان الخصية؟ سؤال هام ربما تبحث عن إجابته لتتعرف على الأعراض التي هي كالتالي:
- تورم ملحوظ في كيس الصفن، تستطيع ملاحظته من خلال زيادة سمك الأنسجة الخارجية للعضو.
- تغير المظهر والحجم العام للخصيتين، والذي قد يكون ناتجًا عن الإصابة بدوالي الخصية.
- الشعور المتقطع بالآلام الحادة أسفل البطن أو في الخصيتين.
- حدوث تغيرات هرمونية ملحوظة والتي من أهمها اضطرابات إفراز هرمون التستوستيرون، ليظهر ذلك على هيئة عدة أعراض من أهمها: زيادة حبوب الشباب، تغيرات مزاجية حادة، زيادة معدلات نمو الشعر، وأيضًا زيادة الدهون بالجسم.
والجدير بالذكر أن تلك الأعراض لا تعتبر المؤشر الرئيسي للإصابة بسرطان الخصية، وإنما يجب عليك أولًا زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والتحاليل المطلوبة.
تعرف على أسباب الإصابة بسرطان الخصية
حتى وقتنا هذا لم نتوصل إلى سبب واضح وصريح يؤدي إلى الإصابة بسرطان الخصية، ولكن هذه أهم العوامل الأكثر شيوعًا في معظم الحالات:
تأخر نزول الخصيتين من تجويف البطن إلى كيس الصفن
تعرف هذه الحالة بالخصية المعلقة Cryptorchidism وتمثل نسبة لا بأس بها من الأطفال الذكور تصل إلى 5%، هذه النسبة تحتاج إلى اكتشافها مبكرًا عند الولادة لكي يتم علاجها بالعمليات الجراحية أو بأي وسيلة أخرى على حسب ظروف الحالة.
الموضع الطبيعي للخصيتين يكون بداخل كيس الصفن لكي يتم توفير جميع الظروف التي تساعد على أداء الوظائف الحيوية والتي من أهمها تكوين الحيوانات المنوية التي تتم عند درجة حرارة أقل من درجة حرارة الجسم العادي.
إذا لم يتم التشخيص والعلاج الفوري، ربما تتطور هاتين الخصيتين إلى كتلة سرطانية كبيرة تصاحب عدم القدرة على الإنجاب.
للمزيد اقرأ: ما العلاقة بين سرطان الخصية والإنجاب؟
تاريخ العائلة المرضي
أحد العوامل التي تؤدي إلى ظهور المرض بشكل متكرر عند جميع أو معظم أفراد العائلة، والتي يجب على الطبيب المعالج أخذها في الاعتبار.
وكذلك إذا كنت مصابًا بسرطان الخصية وتم شفاؤك منه، فربما تصاب به مجددًا رغم تحسنك تمامًا منه، ولهذا السبب احرص على إجراء الفحوصات بشكل دوري.
العرق والأصل البشري
تزداد معدلات الإصابة بسرطان الخصية في هؤلاء ذوي اللون الأبيض في الفئة العمرية التي تتراوح بين 15 إلى 45 عامًا.
أنواع سرطان الخصية
يمكن تصنيف سرطان الخصية حسب السلوك إلى عدة أنواع كالتالي:
- سرطان الخصية الحميد: يعتبر هذا النوع من الأنواع النادرة وهي تنقسم إلى: سرطانات خلايا سرتولي، وسرطانات الخلايا الوظيفية للخصية.
- سرطان الخصية الخبيث: هذا النوع الأكثر انتشارًا وهو ينشأ من الخلايا الجرثومية بالخصية والتي تعرف ب Seminoma بنسبة 50%، و Teratoma بنسبة 30%، Yolk Sac Tumor بنسبة 3%، Embryonal Carcinoma بنسبة 2%، بالإضافة إلى سرطانات الأنواع المختلطة من الخلايا الجرثومية.
أماكن انتشار سرطان الخصية
ظاهرة انتشار الورم من مكانه الرئيسي إلى مكان آخر ويظهر ذلك من خلال تضخم الغدد الليمفاوية المسئولة عن ترشيح وتصفية السوائل الضارة التي تحتوي على الميكروبات.
تتلخص أماكن انتشار سرطان الخصية في النقاط التالية:
- الانتشار المباشر: يتم انتشار سرطان الخصية مباشرة إلى البروستاتا، المثانة البولية، الأنيبيبات المنوية، وربما إلى المستقيم.
- الانتشار إلى الأوعية الليمفاوية: وخصوصًا تلك التي توجد في منطقة الفقرات العجزية، والفقرات الحوضية.
- الانتشار الدموي: من خلال الأوعية الدموية إلى أجزاء الجسم المختلفة والتي من أهمها: العظام، الرئتين، وأيضًا الكبد.
والجدير بالذكر أنه عندما ينتشر هذا الورم السرطاني إلى العظام فإنه يذهب أولًا إلى الفقرات القطنية، الفقرات العجزية، الضلوع، وأيضًا الجمجمة ليتم بعدها تكسير هذه العظام وتفتتها.
مراحل سرطان الخصية
بوجه عام يتم تصنيف سرطان الخصية إلى عدة مراحل تعتمد على معدل ومكان الانتشار كالتالي:
- المرحلة الأولى: يقتصر الورم على الخصية فقط، رغم اختلاف حجم الكتلة السرطانية.
- المرحلة الثانية: عندها يبدأ السرطان في الانتشار، ليصل إلى العقد الليمفاوية الموجودة وراء الغشاء البريتوني و أسفل الحجاب الحاجز.
- المرحلة الثالثة: تتوسع أماكن الانتشار لتشمل عددًا أكبر من الغدد الليمفاوية.
- المرحلة الرابعة: يبدأ السرطان في الوصول إلى أعضاء كاملة من الجسم مثل: العظام والكبد.
يتم تحديد المرحلة عند فحص نسيج الخصية بعد الحصول على عينة منها، أو بعد استئصال الورم جراحيًا بالكامل.
تحليل سرطان الخصية
هذا النوع من التحاليل يتضمن البحث عن مواد معينة في الدم تدل على الأورام السرطانية الخاصة بالخصية مثل:
- البروتين الجنيني ألفا.
- إنزيمات نازعة هرمون اللاكتات.
- إنزيمات الفوسفاتاز القلوية.
هذه التحاليل يمكن الاستعانة بها للتأكيد على حدوث الورم بعد إجراء الفحوصات السريرية، بالإضافة إلى عدة وسائل تأكيدية أخرى مثل: التصوير بالموجات فوق الصوتية، التصوير بالأشعة السينية، التصوير بالرنين المغناطيسي، والحصول على عينة من النسيج نفسه أو ما يسمى بالخزعة- Biopsy.
اقرأ أيضاً: خزعة الثدي، أنواعها والوقت الذي يستغرق للتعافي
كيفية العلاج من سرطان الخصية
يتم العلاج من سرطانات الخصية من خلال ثلاث طرق مختلفة هي كالتالي:
- الجراحة: من أشهر الطرق وعادةً ما يتم استئصال الخصية بشكل كامل، لتجنب حدوث ورم جديد بالمكان مستقبليًا.
- العلاج الإشعاعي: يعتبر من الطرق الثانوية التي تساعد الجراحة، وخصوصًا في حالات Seminoma.
- العلاج الكيميائي: يعتبر من الطرق الثانوية التي تعتبر البديل للعلاج الإشعاعي، ولكنه ينتج عن مجموعة آثار جانبية تتفاقم على المدى البعيد.
هل سرطان الخصية يسبب العقم؟
بالفعل توجد علاقة بين سرطان الخصية والعقم عند الرجال.
إذا تمكن السرطان من الخصيتين بشكل كامل، فسوف يؤثر ذلك على معدلات إفراز هرمون الذكورة التستوستيرون مما يؤثر على عملية تكوين الحيوانات المنوية، مما يؤثر على الخصوبة ويسبب العقم عند الرجال.
ولكن السرطانات عادة ما تتناول خصية واحدة فقط عند الرجال، والأخرى تقوم بتكوين الحيوانات المنوية اللازمة، وهنا لا تتأثر الخصوبة بشكل كامل.
وفي الختام، لم تعد الأورام ذات خطورة هائلة مثلما كانت قديمًا، وبفضل التقدم في الطب والتكنولوجيا معًا قد تعددت وسائل التشخيص والعلاج لتناسب جميع الظروف والحالات. ولكي تتجنب مخاطر الإصابة بسرطان الخصية والعقم فقط عليك بإجراء الفحوصات الطبية بصورة دورية والقراءة للتعرف على طبيعة الأمراض التي تماثل ذلك النوع.