ترى الماء فتتسارع نبضات قلبك، ويصيب الهلع عقلك، ويتمكن الخوف من أسرِك، فما عُدت تملك السيطرة، فيتصبب عَرقُك من كثرته، وضيق في صدرك يقهره، فما تدري لهذا الخوف تأويلاً، ولا للخلاص منه حيلة! أجل، أشعرُ بك يا صديقي وبالضيقِ الذي تكابده من رهاب الماء، ولكن لا تجزع فإني أحمل إليك بين طيات هذا المقال ما يزيح قلقك، ويرضي نفسك، ويضيء بالمعلومات عقلك.
هذا الذي تعانيه يا صديقي يدعى رهاب الماء (أكوافوبيا) (بالإنجليزية:Aquaphobia) ولكن عليك ألا تخلط بينه وبين رهاب الماء (Hydrophobia) الذي هو من مضاعفات السُّعَار (Rabies).
محتويات المقال
ما هو “رهاب الماء” أو الأكوافوبيا؟
هو أن يكون لديك شعورًا بعدم الراحة، والخوف الشديد، والقلق غير المبرر عند رؤية الماء؛ مما يجعل اقترابك منها شيئًا صعبًا أو قُل مستحيلًا.
والغريب في الأمر هو إدراكُكَ أن مُجرد اقترابك من الماء ليس خطيرًا، ومع ذلك فإنك لا تستطيع السيطرة على نفسك.
ما هي أعراض رهاب الماء؟
إذا تعرض الشخص المصاب بهذا الرهاب للماء، فما هي إلا لحظة -أو تكاد- حتى تصيبه تلك الأعراض:
- التعرق بشدة.
- القشعريرة.
- جفاف الحلق.
- دوار وغثيان.
- ألم في الصدر.
- اضطرابات في المعدة.
- تسارع في ضربات القلب.
ونتيجة لذلك نلاحظ ابتعاده الدائم عن المسطحات المائية، وخوفه منها ونفوره -في بعض الحالات- حتى من الاستحمام؛ مما يؤثر بالسلب على نظافته.
رهاب الماء عند الاطفال
بعض الأطفال يكون لديهم رهاب من الماء أيضًا، ولكنهم لا يستطيعون التعبير مثلنا؛ فترى الطفل يلجأ للبكاء تارة، أو للتشبث بيد والديه أو بملابسهما تارة أخرى؛ في محاولة منه للتعبير عما يشعر به من الخوف.
أسباب رهاب الماء
1. استجابة لموقف صادم قد حدث في الصغر
كمشاهدتك لشخص على وشك الغرق أو سقوط شخص من قارب.
2. الجينات الوراثية
فمثلًا في حالة إصابة أحد أقربائك بهذا الرهاب فإنك معرض للإصابة أيضًا.
3. الخوف من أسماك القرش أو المخلوقات البحرية.
اقرأ أيضًا: رهاب السعادة (الشيروفوبيا) | هل مازلت تخشى الفرح وتعتبره نذير شؤم؟!
كيفية تشخيص رهاب الماء أو الأكوافوبيا
إذا ما شعرت بالأعراض التي ذكرناها آنفًا، فعليك زيارة الطبيب المختص؛ حيث يستخدم الأطباء الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) لمساعدتهم في التشخيص.
علاج رهاب الماء أو الأكوافوبيا
بعد أن يستبعد الطبيب الأنواع الأخرى من اضطرابات القلق مثل:
- اضطراب القلق العام.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- اضطراب الوسواس القهري.
- اضطراب الهلع.
فإنه يرسم خطة علاجية تعتمد على مزيج من العلاج بالتعرض والعلاج المعرفي السلوكي، وإليك نبذة عنهما.
1. العلاج بالتعرض
ويعتمد المعالج في جلسات العلاج على تعريض الشخص تدريجيا للماء في مكان ملائم مُعَّد مسبقا وأداء بعض الأنشطة مثل:
- فتح وغلق الصنابير.
- لمس المياه الجارية.
- الوقوف بالقرب من حمام سباحة، أو بحيرة، أو محيط.
- مشاهدة مقاطع فيديو للمياه.
ومن ثم تُسجل النتائج.
2. العلاج المعرفي السلوكي
وفي هذه الطريقة تُدرس أنماط السلوك، والأفكار المؤدية لحدوث الرهاب؛ للتغلب عليها. ومن ثم يتعلم المصاب تقنيات للاسترخاء ومواجهة القلق، وذلك للتدرب على الاستجابة بشكل مناسب؛ من أجل أداء أنشطة العلاج بالتعرض.
وأيضًا يمكن -تحت إشراف الطبيب- استخدام بعض الأدوية لتقليل حدة القلق مثل حاصرات البيتا، والبنزوديازيبينات، والمهدئات.
ولتعلم عزيزي القارئ أن رهاب الماء يمكن جدًا علاجه، فاسلك طرق العلاج الصحيحة، وحطم ذلكم القيد الذي طالما أدمى معصميك.