ماذا تفعل حين تداهمك حالة نفسية أو مزاجية سيئة؟
هل تبكي في الزاوية؟ أم تدخل حرب خفية ومعركة حاسمة بينك وبين الأكل؟
هل تعلم أن هناك عَلاقة قوية بين الطعام والحالة المزاجية. فإن ما تختار أن تأكله يمكن أن يحدث فرقًا، حيث تساعد بعض الأطعمة عقلك في صنع مواد كيميائية. فمن الممكن أن تؤثر في حالتك المزاجية وتجعل تركيزك وانتباهك أفضل. وفي أحيان أخرى يمكن بعض الأطعمة أن تزيد من اكتئابك. لذلك سنتعرف عليه من خلال هذه المقالة على العَلاقة بين الطعام والحالة المزاجية. وما هي الأكلات التي ستُحسن من الحالة المزاجية.
محتويات المقال
ما هي العلاقة وراء الطعام والحالة المزاجية؟
العَلاقة بين الطعام والحالة المزاجية يكون أساسها العَلاقة الوثيقة بين دماغك وجهازك الهضمي، التي غالبًا ما تسمى “الدماغ الثاني”.
حيث يعد الجهاز الهضمي موطنًا لمليارات من البكتيريا التي تؤثر في إنتاج الناقلات العصبية، والمواد الكيميائية (الدوبامين والسيروتونين) التي تنقل الرسائل باستمرار من الأمعاء إلى الدماغ.
عندما يكون إنتاج الناقل العصبي في حالة جيدة، يتلقى عقلك هذه الرسائل الإيجابية بصوت عالٍ وواضح، ومن ثَمّ تعكسها مشاعرك. ولكن عندما ينحرف الإنتاج قد يحدث ذلك أيضًا لمزاجك. وكل هذا بسبب أن تناول الطعام الصحي يجعل البكتيريا “الجيدة” تنمو نموًا أفضل. التي بدورها تؤثر تأثيرًا إيجابيًّا في إنتاج الناقل العصبي من ناحية أخرى. فإن اتباع نظام غذائي ثابت من الوجبات السريعة يمكن أن يسبب التهابًا يعيق الإنتاج.
وعلى وجه الخصوص تكون السكريات الزائدة عن الحد سبب للالتهابات التي تعيق الإنتاج، بالإضافة إلى أنها تغذي البكتيريا “السيئة” في الجهاز الهضمي. ومن المفارقات أنه يمكن أن يتسبب أيضًا في ارتفاع مؤقت في الناقلات العصبية “للشعور بالراحة” مثل الدوبامين.
لكن عندما تلتزم بنظام غذائي من الطعام الصحي. فأنت تهيئ نفسك لتقلبات مزاجية أقل، ونظرة عامة أكثر سعادة وقدرة محسنة على التركيز. حيث وجدت الدراسات أن الأنظمة الغذائية الصحية يمكن أن تساعد في علاج أعراض الاكتئاب والقلق. وتم ربط الأنظمة الغذائية غير الصحية بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
كيف يكون للطعام تأثير على الحالة المزاجية والاكتئاب؟
دعني أولًا أسألك سؤالًا هل لديك كلب أو قطة حيوان أليف؟
إن كانت الإجابة بلا فدعني أشرح لك ما سبب السؤال. إذا ذهبت بحيوانك الأليف إلى الطبيب البيطري وكان الحيوان يمر بوعكة صحية، فإن أول سؤال سيطرحه الطبيب عليك سيكون ماذا تطعم حيوانك الأليف؟
لأنه يعلم جيدًا أن الطعام الذي يأكله سيؤثر تأثيرًا مباشرًا في صحته. وكما ذكرنا سابقًا تأثير الجهاز الهضمي بالطعام وحالتنا المزاجية. لأنّه من المنطقي أن ما تأكله سيؤثر في جسمك بطريقة جوهرية. وكذلك الأمر بالصحة العقلية، لأنّ الطعام السيئ سيزيد من احتمالية الإصابة بأي مرض لدى جسمك الاستعداد به.
وأما لحالات القلق والاكتئاب يؤدي تناول الأطعمة غير الصحية إلى ضعف وظائف الجهاز العصبي والمخ، وعلى العكس من ذلك فإنّ تناول طعام صحي يؤدي إلى صحة نفسية أفضل.
هل في حال تناولت طعام صحي سينتهي الاكتئاب وحالات القلق؟
بالطبع لا؛ إنّ الأمر ليس عصا سحرية، وأيضًا الاكتئاب له أسباب عديدة بعضها وراثي، وبعضها ظرفي بسبب ضغوطات الحياة، في بعض الأحيان يكون ذلك بسبب تغير الفصول فقط.
بالنسبة للكثيرين منا يرجع ذلك إلى عقود من اتباع نظام غذائي غير صحي، قبل تجربة نظام غذائي مختلف تمامًا، يرجى التحدث إلى طبيبك.
لكن المتفق عليه حتى وإن تعددت أسباب الاكتئاب فإن نظامك الغذائي الرديء خلال السنوات القليلة الماضية قد ساهم في حالة زيادة حالة الاكتئاب، وبالرجوع إلى السؤال الرئيسي هل في حال تناولت طعام صحي سينتهي الاكتئاب وحالات القلق؟
غالبًا ما يُسأل “ماذا يمكنني أن آكل لأعالج اكتئابي؟ هذا هو السؤال الخطأ فالدماغ لا يعمل بهذه الطريقة، يجب أن يكون سؤالك: ماذا يجب أن أتوقف عن الأكل حتى لا أبقى مكتئبًا؟
لذلك سوف نتعرف الآن على أفضل الأطعمة التي ستؤثر في تحسين الحالة المزاجية.
اقرأ إيضًا: فوائد الخوخ للبشرة | 11 فائدة صحية أخرى للخوخ
دعنا الآن نتعرف على الطعام المناسب والنظام الغذائي الأفضل لتحسين الحالة المزاجية
كما ذكرنا أن دماغك تستجيب مثل الأعضاء الأخرى لما تأكله وتشربه، وبالطبع جسمك يحتاج إلى العديد من الفيتامينات والمعادن والمواد المغذية الأخرى للبقاء بصحة جيدة.
فماذا إن حرمت عقلك من هذه العناصر الغذائية الأساسية، بالطبع لن يعمل عملًا صحيحًا وهذا بدوره يمكن أن يزيد من خطر إصابتك بمشكلات الصحة العقلية.
وإليك قائمة بالأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية التي سوف تساعد في تحسين حالتك المزاجية:
- فيتامين سي مثل: المانجو، والكيوي، والشمام، والبطيخ، والأناناس، والبرتقال.
- فيتامين د: سمك السلمون وسمك القد والجمبري والبيض والحليب المدعم والعصير ومنتجات الحبوب
- فيتامينات ب: اللحوم الحمراء والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والحبوب الكاملة والخضراوات الورقية الخضراء.
- المغنيسيوم والسيلينيوم والزنك: المكسرات والبذور والحبوب الكاملة والخضراوات والأسماك.
- الكربوهيدرات المعقدة: الخبز والحبوب الكاملة والأرز البني والبقوليات والخضروات النشوية مثل البطاطس والذرة والبازلاء والقرع الشتوي.
- التربتوفان: اللحوم الحمراء الخالية من الدهون والدواجن والبيض والفاصوليا
- فينيل ألانين: اللحوم الحمراء الخالية من الدهون والدجاج والبيض ومنتجات الألبان وفول الصويا والبذور
- أحماض أوميغا 3 الدهنية: سمك السلمون والسلمون المرقط والتونة والفاصوليا والجوز والبروكلي والقرنبيط والسبانخ والشمام وبذور الشيا والقنب وزيت بذور الكانولا والكتان.
- أحماض أوميغا 6 الدهنية: الدواجن والبيض والحبوب والزيوت النباتية.
اقرأ إيضًا: إليك 10 فوائد يمنحها فيتامين سي لجسمك
الأطعمة التي يُفضل تجنبها أو التقليل من تناولها لتحصل على مزاج وحالة مزاجية جيدة
حاول تجنب أو الحد من هذه الأطعمة والمشروبات كالآتي:
- المشروبات المحتوية على الكافيين، مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية.
- مشروبات كحولية.
- أطعمة سكرية.
- الأطعمة المقلية.
كل هذه الأطعمة غنية بالسعرات الحرارية ومنخفضة في العناصر الغذائية الصحية للدماغ، ويمكن أن يؤدي تناول الكثير منها إلى زيادة خطر إصابتك بمشكلات صحية جسدية وعقلية.
وأخيرًا تذكر أنّ الانتباه للأطعمة الصحية التي تدخل جسمك أمر فعال جدًّا. فقط تحلى بالصبر لأنه قد يستغرق الأمر أيامًا أو أسابيع قبل أن تبدأ في الشعور بآثار تحسين الحالة المزاجية لنظام غذائي أفضل، اعتمادًا على عدد التغييرات التي تنفذها، وأن الأمر يحتاج إلى روتين كامل جديد لحياتك وصحتك.